سد «أوروفيل».. والسد «العالي»
تعرضت الولاية الذهبية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية إلى فترة جفاف أدت إلى ترشيد المياه لنقصها الشديد وشحها، وسببت مشكلات عديدة في الزراعة ومياه الشرب وغيرها.. وعلى غير انتظار هطلت الأمطار الغزيرة وسعدت الولاية بهذا المطر الذي جاء بالمياه لتنتعش الحياة والاقتصاد لهذه الولاية الكبرى الغنية.. لكن بدا الغيث أكثر من اللازم وفاضت الخزانات بالماء الطهور الساقط من السماء.."وأنزل لكم من السماء ماءً"، وتحول الشعور بالارتياح إلى خوف..لقد بدا الغيث يسبب أضرارا.
ملأت المياه خزان سد أوروفيل على نهر فيثر بولاية كاليفورنيا إلى أقصى منسوب، وبدأت المياه الزائدة تنصرف عبر مخر الأمان إلى أسفل لكن هذا المخر الخرساني بدأ في الانهيار، وتحول تصريف المياه المتدفقة عبر المخر الاحتياطي الذي بدأ بدوره في الانهيار، بسبب التجريف السريع من قوة دفع المياه، الأمر الذي قد يؤدى إلى انهيار حائط المخر الخرساني وتندفع مياه الخزان إلى أسفل ويحدث الدمار.
يعتبر سد أوروفيل أعلى سد في شمال أمريكا وارتفاعه ٢٣٥ مترا وطوله كيلومتران وسعة الخزان ٦٠ مليون متر مكعب من المياه وينتج نحو ١٥٠٠ميجاوات ومسافة سقوط المياه نحو ١٨٧ مترا منسوبه نحو ٢٧٥ مترا وهذا الخزان يعتبر صغيرا إذا قيس بالسد العالي.
وأنشئ هذا السد عام ١٩٦٨ لضبط تصريف المياه وإمداد مياه الشرب وتوليد الكهرباء ويشتكي الأمريكان من أن البنية الأساسية في بعض المناطق أصبحت قديمة بالية وتحتاج إلى تجديد، ونقول إنه حتى في بلاد العلم والإمكانيات والتكنولوجيا يلزم أن يكون هناك حذر شديد في تصميم وإنشاء المشروعات الكبري التي تخدم المواطن، إذن يجب الحذر الشديد جدا في دراسة سد النهضة في كافة النواحي العلمية والهندسية ويجب أن يكون لنا رأينا المستقل النابع من مصلحة مصر أولا وأخيرا.
كما يلزم تجديد السد العالي وتطويره ودراسة إمكانية إنشاء هويس لزوم الملاحة بين مصر والسودان ويجب أن تعمل محطة الكهرباء بكامل قوتها لمصلحة المواطن والصناعة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.