رئيس التحرير
عصام كامل

حرب ترامب ضد الإعلام!


لا يفتح الرئيس الأمريكي الآن فمه إلا ويشن هجومًا عنيفًا وحادًا ضد الإعلام الأمريكي، متهمًا العديد من القنوات التليفزيونية والصحف الأمريكية الشهيرة بأنها تزيف الحقائق وتروج الأكاذيب وتعادي الوطن والشعب الأمريكي.


وهكذا لم يقتصر الأمر على بعض التويتات التي اعتاد عليها ترامب كان يوجه اللوم فيها للإعلام الأمريكي، أو على الرد بحدة على أسئلة الصحفيين في بعض المؤتمرات الصحفية التي يعقدها، أو حتى أيضًا على استبعاد مندوبي صحف ومحطات تليفزيونية أمريكية من متابعة أنشطة البيت الأبيض.. وإنما اتسع الأمر ليصير الآن حربًا واسعة يخوضها الآن الرئيس الأمريكي ضد الإعلام الأمريكي.. ولذلك قرر أن يتحدث بشكل مباشر ودون وسطاء إعلاميين للأمريكيين حتى لا يزيفوا الحقائق كما يتهمهم ويروجوا الأكاذيب والشائعات.

وعلى الجانب الآخر فإن الإعلام الأمريكي إزاء ذلك لم يتراجع أو يهادن ترامب، وإنما قرر بدوره أن يقبل التحدي ويخوض الحرب للنهاية ضد ترامب.. ولذلك واصلت صحف ومحطات تليفزيونية في استهداف الرئيس الأمريكي وبشكل مباشر وأكثر قوة من ذي قبل.. والنتيجة أننا إزاء حرب لن تنتهي قريبًا بين الرئيس الأمريكي والإعلام الأمريكي.. بل هي مرشحة للتصاعد.. ولا يبدو أن هناك حلا سلميا في الأفق يمكن أن ينهيها قريبًا.

ويعزز ذلك أنها ليست حربًا بين الرئيس الأمريكي والإعلام الأمريكي.. ولكنها حرب بين ما يمثله ترامب ومن يدعمونه داخل أمريكا، والقوى السياسية والاقتصادية التي يمثلها الإعلام الأمريكي.. إنها صراع ليس بين حكماء وإعلام.. وإنما صراع على السلطة في أمريكا بين قوى داخلها.. والذين يخوضون هذه الحرب لا ينكرون ذلك.
الجريدة الرسمية