سيناء إيه اللي في خطر يا جاهل!
قبل أن تتكلم عن شيء أعرفه أولا.. فهكذا يقول المنطق.. وهنا وعلى المساحة نفسها قلنا ذات مرة هل تعرفون لبنان ؟ ذلك البلد الحبيب الغالي ؟ الذي يعيش على أرضه شعب شقيق وغالٍ ؟ وأهله بين مسلمين ومسيحيين ودروز وكلدانيين وفئات أخرى ؟ والمسلمون مقسمون إلى سنة وشيعة؟ والمسيحيون موارنة وروم أرثوذكس؟ هل تعرفه؟
وهل تعرف بيروت والضاحية الجنوبية وبعلبك وشارع الحمراء وساحل بيروت؟ وهل تعرف دور النشر به ومحطاته الإذاعية والصحف والفضائيات؟ وهل تعرف طرابلس في الشمال وجبل محسن وصور وصيدا في الجنوب ؟ وهل تعرف جبل لبنان وإقليم التفاح وجبل الدروز والنبطية ومزرع شبعا والبقاع والشوف وجبيل والهرمل والضنية وعالية وكسروان؟
هل تعرف شيئًا عن لبنان الحبيب هذا وشعبه الطيب وقائمة المدن طويلة وقائمة أعلامه وأدبائه وفنانيه ونجومه أطول وأطول؟ قد لا تعرف جغرافية مصر نفسها فكيف ستعرف جغرافية بلد عربي شقيق؟
إذن نباغتك الآن ونسألك من جديد: هل تعلم أن سيناء التي تصرخ بأنها على وشك الضياع تعادل أكثر من 6 أمثال لبنان ؟ هل تعلم أنها تبلغ 61 ألف كيلومتر ولبنان 10 آلاف؟ وهل تعلم أن العنف وإجرام الإرهابيين كان موجودًا فقط في مثلث رفح العريش الشيخ زويد وفي مساحة تصل إلى 256 كيلومترًا؟ أي تقريبًا ربع ألف من واحد وستين ألف كيلومتر ؟! وهل تعرف أن حتى هذه المساحة السابقة تقل وتنحسر؟ وهل تعرف أن حرب العصابات تطول لأن هناك عدوا صغيرا يضرب ويختفي وهو ما نسميه نظرية الصراع بين "البرغوث والفيل" وأن الأول يستطيع أن يزعج الثاني لكن سحق الأول لا مفر منه ؟!
على كل حال.. لطامو الخدود ومدمنو جلد الذات وجلد مؤسساتهم وأجهزتهم وجيشهم وشرطتهم ممن لم يقفوا مع وطنهم يومًا وممن يعتقدون أنهم يحسنون صنعًا وهم الأخسرون أعمالا بلا أي شك وهؤلاء لا فرق بينهم وبين الإرهابيين فهم الذخيرة المعنوية الحيوية للمجرمين وكما سيسحق جيشنا هؤلاء فسيسحق شعبنا أولئك في يوم قادم لا محالة..
لا هم منا ولا نحن منهم.. لا هم من الوطن ولا الوطن لهم.. الوطن لمن يدافع عنه وليس لأي انتهازي يقدم معاركه السياسية على معركة الوطن.. فصبرًا صبرًا!