بالصور.. شباب العمار جيل لا يعرف اليأس.. رفضوا إهانة السائقين لأهاليهم بحجة نقص الوقود.. أجبروا المسئولين على توفير أتوبيسات لخدمة القرية.. وشكلوا حراسة لحمايتها من غضب سائقى الميكروباصات
فوجئ أهالى قرية العمار الكبرى التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية بزيادة أجرة السيارات السرفيس والميكروباص التى تقل المواطنين إلى محافظة القاهرة وإلى مدينة بنها بالقليوبية وذلك بحجة عدم الحصول بسهولة على المواد البترولية من الزيت والسولار والبنزين.
وأوقعت أزمة نقص السلع البترولية الأهالى تحت طائلة الموافقة الإجبارية وخاصة فى غياب الأمن الذى جعل للسائقين على مستوى الجمهورية إمبراطورية شعارها "التطاول على الركاب، واللى مش عاجبه ينزل"، ما يعرض مصالح المواطنين إلى الخطر أثناء تعطل مصالحهم أو حتى الغياب والـتأخير للموظفين، ما يعرضهم للفصل من أعمالهم أو حتى عقابهم بالخصم فتكون الخسارة من كل ناحية معنوية ومادية.
ومن جانبهم قرر شباب العمار غير المنتمين للتيارات السياسية أن يجدوا حلا لهذه المشكلة بعد إهانة أهاليهم بالمعاملة السيئة من السائقين، وجاء موقف الشباب بدافع رفض الظام الذى ثار شباب مصر كلها ضده فى ثورة يناير.
ولتحقيق هدفهم ورغبتهم فى إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح ذهب الشباب إلى مكتب الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية الذى سمع كلامهم وشكواهم، ولكن المكتب أعبرها مشكلة بسيطة وليس لها قيمة مقارنة بالمشاكل الأخرى فى المجتمع.
وكانت النتيجة أن يبقى الوضع على ماهو عليه، إلا أن اليأس لم يخترق قلوب هؤلاء الشباب وعرفوا أن التغيير ليس من خلال حكومة أو رئيس ولجأوا للخيط الأخير فى مساعتهم على حل مشكلة المواصلات بشكل عام فى قرية العمار التى جاءت فى مقدمة قرى القليوبية من حيث التعداد السكانى.
واتجه الشباب ناحية مكتب العميد عادل فكرى رئيس مباحث مرور القليوبية، الذى رأى فى عيونهم إصرارا وحماسا لحل المشكلة من أجل ذويهم أهالى العمار فقرر أن يمد قرية العمار بـ "أتوبيسات" من أجل حل المشكلة.
وقرر شباب العمار الوقوف جانب المشروع لأنجاحه من خلالهم بالتناوب على حراسة الأتوبيسات حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه من السائقين الذين اعتبروا أن الأتوبيسات ستكون شريكا لهم فى "لقمة العيش" ولن يعطيهم الفرصة لتنفيذ الابتزاز الدائم على المواطنين. وتواصلوا مع مركز شرطة طوخ لتكون النتيجة فى النهاية هى نجاح المشروع.