رئيس التحرير
عصام كامل

المجرمون في العريش و«غربان البين» في أمريكا!


من جديد تطل غربان البين من معسكراتها التي تأويها فيها مخابرات الشر في الغرب لتصطاد في الماء العكر، وتروج وبعد أعوام في مواجهة الإرهاب في سيناء بتضحيات غالية وكبيرة أن ما يجري في العريش ضد المصريين المسيحيين فتنة طائفية وتهجيرًا قسريًا، ينتج عن تواطؤ من الدولة المصرية ينبغي ـ قال ايه ـ التصدي له حتى إن هذه الغربان تحشد للتظاهر ضد مصر، ولتكن في استقبال الرئيس السيسي في مارس القادم!


ورغم أن أبناء مصر يستشهدون في سيناء كل يوم دفاعًا عن مصر كلها وفي مقدمتهم أبطال الجيش والشرطة، ورغم أن ضحايا الإرهاب الأسود من خارج الجيش والشرطة يستشهدون أيضًا كل يوم من أطفال ونساء وآخرون يتهمهم الإرهاب بالتعامل مع الجيش، إلا أن هذه المرة وبعد أعمال تربص حقيرة ومجرمة بالمسيحيين المصريين يتم تفسير الأمر تفسيرًا طائفيًا وليس ونيا خالصًا يستهدف الضغط على الدولة المصرية وأوجاعها من يد موجوعة من الأساس بفعل إرهاب يضرب هذا الشعب منذ سنوات طويلة!

أهلنا مسيحيو العريش انتقلوا خوفًا على حياتهم إلى الإسماعيلية، بطلب من المطرانية هناك وتم تفسير الأمر باعتباره تهجيرًا قسريًا! والسؤال: لماذا تطلب الكنيسة أصلًا؟ أليسوا مواطنون مصريون في رعاية الدولة المصرية؟ هل هو خشية الاتهام بالتهاون في حمايتهم؟ وهل لا يسقط شهداء من الجيش والشرطة كل يوم هل معني هذا تهاون في حمايتهم أيضًا؟ أم إنها طبيعة حرب العصابات التي يختفي المجرم قبل وبعد جريمته؟ أليست هذه سماتها في العالم كله؟ ألم يهزم الفيتناميون أمريكا بحالها في فيتنام؟ ألم يهزم محمد عيديد في الصومال الأمريكان وهربوا مفزوعين من مجرد أسلحة خفيفة؟! رغم الفارق في الحالتين بين حروب تحرير وحماية الأوطان وبين إرهاب مجرم غادر!!

إذن طلبت الكنيسة ترحيلهم خوفًا على أرواحهم وتم تسكين الـ 30 أسرة في الإسماعيلية والسؤال: كم مسلم فر بنفسه وأسرته من العريش؟ هل قال واحد إن المسلمين يقتلون؟

على كل حال كورال الشر من غربان البين يغني في الغرب ومعه نشطاء الغبرة من أوباش النخبة والعمل السياسي في مصر يجلدون وطنهم في نوبات غباء لا مثيل لها في التاريخ وبدلًا من الوعي بما يجري كله وربطه ببعضه من استهداف العدو الإسرائيلي لمصر بأكاذيب تكشف عن حجم المشكلات وليس العكس، وانتهت بالمؤامرة وبغبائهم إلى تأجيل روسيا لعودة السياحة بالفعل!!

وعلى كل حال أيضًا فلن نترك لا هؤلاء ولا أولئك.. ولن نترك المعالجات الخاطئة للأمور كلها فالتراكم الطائفي الممتد بفعل معالجات غير رشيدة مستمرة منذ أربعين عامًا.. وقد آن الاوان فتح كل الملفات بما فيها غباء الأنظمة السابقة من السبعينيات وحتى سنوات قريبة والتي "نشيل اليوم قرفها كله"!!

الجريدة الرسمية