رئيس التحرير
عصام كامل

اختيار موفق.. «هالة» و«شوقي»


أحسب أن اختيار د. هالة السعيد وزيرة للتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري كان موفقًا لما تملكه من خلفية سياسية وإدارية وعلمية تؤهلها لإنجاز مهمة الإصلاح الإداري لمؤسسات الدولة بكفاءة، لتضع مصر على خريطة التخطيط السليم وتخليصها من البيروقراطية التي تعد من أهم أسباب تطفيش المستثمرين، وحرمان مصر من أي نهضة.


وكذا وزير التعليم الجديد د. طارق شوقي الذي اعتبر مهمته ليست سهلة؛ فالتعليم أهم ملفات مصر قاطبة، وهو بحاجة كما قال د. شوقي فور توليه منصب الوزير إلى جراحة عاجلة تجعله ليس مجرد شهادة بلا منتجًا حقيقيا وقادرًا على المنافسة في سوق العمل والبحث العلمي.. وأظن الوزير الجديد يملك رؤية يمكنها تغيير نظام التعليم، ذلك الملف الذي يحظى باهتمام كبير من الرئيس السيسي..

أمام الحكومة المعدلة تحديات كبرى، فلا تزال معركة الإرهاب قائمة، ولا تزال أوجاعنا الاقتصادية في حاجة لمن يخفف احتقانها وتداعياتها المريرة خصوصًا على الفقراء، ومن ثم لم يعد مناسبًا الاعتماد على تقارير مكتبية خادعة مراوغة بل تحتاج اللحظة الحالية إلى النزول للشارع ومواقع العمل والإنتاج لمتابعة أحوال الناس على أرض الواقع.. جنبًا إلى جانب وضع سياسات مدروسة وخطط علمية تجيب عن أسئلة الشارع حتى لو لجأت الحكومة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على طريقة ترامب.

لقد تحمل الناس كثيرًا من المتاعب الاقتصادية لدرجة جعلت الرئيس السيسي يشيد بتحملهم وصبرهم وتفهمهم لآثار الإصلاح ويبقي على الحكومة المعدلة أن تقدم أوراق اعتمادها من جديد للشارع الذي يملك وحده حق التقييم وإعطاءها صك الجودة والاعتماد.. فهل تقدم تلك الحكومة ما تقر به أعين الناس.. ويعيد إليها الثقة المفقودة؟!
الجريدة الرسمية