مواجهة جديدة بين البيئة وحارقي قش الأرز.. الوزارة تستعد بخطط للاستثمار من الكنز المفقود.. «رخا» آليات جديد للتعاون مع الفلاحين.. والصين تعلن دعمها بمشروع البحيرة لإنتاج لب الورق
مشكلة متجددة، وتفكير مستمر لتفاديها، كيف يمكن التخلص من قش الأرز، والاستفادة منه في آن واحد، بعد أن ننتهي من السحابة السوداء التي يسببها، تحدث الكثير من المشكلات البيئية.
وتتسبب عملية حرق قش الأرز في الكثير من الأمراض، أبرزها الربو وصعوبة التنفس، وأزمات قلبية، وفشل في الجهاز التنفسي.
خطة جديدة
ومؤخرًا، أعلنت وزارة البيئة، أن لديها خطة محكمة، وتوجه جديد؛ من أجل مواجهة حرق قش الأرز، بجانب دعم صيني، للتخلص من أي نتائج للحرق من الناحية البيئية.
الدكتور أحمد رخا رئيس الإدارة المركزية للتفتيش البيئي، بوزارة البيئة، يوضح أن أزمة قش الأرز تنحصر في الوقت ما بين سبتمبر ونوفمبر، من كل عام، وعمل وزارة البيئة من الآن، يأتي لضمان القضاء على تلك الظاهرة، المسببة للكثير من الكوارث.
وأوضح «رخا»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: إن التعاون مع شركات القطاع الخاصة، تجربة فشلت خلال الأعوام الماضية؛ لذلك تم الاستعانة بالتجار، وتم توفير الدعم الكامل لهم، وكافة الآليات والأدوات التي يحتاجونها؛ من أجل عدم حرق قش الأرز، لافتًا إلى أن العام الماضي، شهدت وصول تلك الآلات لـ400 موقع في 5 محافظات.
وأشار رئيس قطاع شئون الفروع بالبيئة، إلى أن التعامل مع قش الأرز خلال السنين الماضية، كان يتم من خلال اعتباره مخلفات، وهو ما تغير الآن، فأصبح يتم استخدامه كمادة خام، تدخل في 10 صناعات، موضحًا أن الدراسات التي تؤكد ذلك موجودة، لكن ما يعيق التنفيذ هي التكلفة فقط.
كما تابع: إن الفلاح لا يعرف قيمة قش الأرز الذي يحتاج إليه الكثيرون، لكنهم لا يعرفون كيفية استخدامه، فالقش يستخدم في مصانع الأسمنت والأخشاب، وما نحتاجه هو وضع منظومة للاستفادة منه، لا أكثر.
وأكمل «رخا»: إن هناك محاور أخرى، تسير عليها الوزارة، مثل خلق سوق جديد، وتغيير ثقافة الفلاحين، بتوجيه ثقافتهم للاستفادة من قش الأرز، والتأكيد على أن حرقه لا يفيد التربة، كما يعتقد الكثيرون.
انتهاء الأزمة
وأشار إلى أن الأزمة لن تنتهي كليا الآن؛ لأنها كبيرة، فمن يحرق قش الأرز، يصل تعدادهم لـ4 ملايين فلاح، ويقومون بذلك في فترة زمنية قصيرة، 75 يومًا تقريبًا، ولكن تعديل استراتيجية التعامل، يؤكد أننا في الطريق الصحيح.
الاستثمار
وفي نفس السياق، أوضح أحمد رخا رئيس الإدارة المركزية للتفتيش البيئي بوزارة البيئة: إن هناك تعاونا مع الصين؛ لإنتاج لب الورق، من خلال قش الأرز، بواسطة استخدام التكنولوجيا الحديثة. مضيفًا: إن خطة المشروع تعتمد على الأشعة فوق الحمراء؛ لفصل المادة المستخدمة لعمل لب الورق من القش بالأشعة، بشكل صديق للبيئة، دون أية ملوثات.
وأضاف أنه تم البدء في عمل البنية التحتية للمشروع، الذي يعد طفرة في استغلال خام قش الأرز، الموجودة بكميات هائلة، موضحًا أن أكبر جريمة تحدث هي تلوث الهواء، الذي أصبح خارج السيطرة.