رئيس التحرير
عصام كامل

الدولار والمؤامرة والانتخابات الرئاسية القادمة !


يمكن مناقشة ارتفاع وانخفاض الدولار من منظور اقتصادي بل هو المنظور الأساسي وفيه يقول الخبراء كل رؤاهم للموضوع.. يمكنهم أن يتحدثوا عن الإجازة في الصين ويمكنهم تفسير انخفاض قيمة الدولار لزيادة المعروض منه وقلة الطلب عليه لانخفاض الواردات ويمكنهم الإشارة إلى السندات الدولية التي أصدرتها مصر أو إلى ارتفاع حصيلة البنك المركزي من الدولار نتيجة للتعويم وغيرها من كلام الاقتصاديين.. إلا أن للموضوع جانبا آخر مرتبطا بالمشهد المصري كله يؤثر في الاقتصاد أكثر مما يتأثر به..


والسؤال الآن: أين ذهبت العصابات المأجورة لجهات خفية التي كانت تشتري الدولار من المصريين في الخارج بأعلى من سعره الأصلي أي تتحمل الخسارة من أجل التأثير في الاقتصاد المصري؟ بل أين ذهبت هذه العصابات التي كانت تشتري العملات كلها وليس الدولار وحده وتتعهد بتوصيل القيمة بالجنيه المصري وبأعلى سعر إلى أسر وأهالي المصريين بالخارج المحولة لهم الأموال وحتى أماكنهم وبيوتهم في مصر؟ أين هي هذه المجموعات بالداخل وكانت تخفي الدولار وتتعامل به بطرق منظمة للغاية أرهقت كل الأجهزة المصرية؟ هل انتهت؟ هل استسلمت؟ بل هل استسلمت الجهات التي كانت توجههم في الخفاء؟

والسؤال الآخر: هل تراجع أي طرف كانت مصر تعتبره طرفا في التآمر عليها؟ هل تراجعت قطر؟ هل تراجعت تركيا؟ هل قررت أمريكا اعتبار الإخوان جماعة إرهابية؟ هل توقفت إسرائيل عن التآمر؟ بل هل بدأت بنفسها إرباك المشهد في مصر في توقيت صعب بتسريب ست أو سبع شائعات كاذبة منهما اثنتان استهدفتا التأثير المباشر فى القرار الروسي بعودة السياحة ونجحت بالفعل وأجلت روسيا العودة بعد أكاذيب عن صواريخ تطلق من سيناء وطالبنا الخارجية الاشتباك مع الأمر وطلب التفسيرات وطلب الأدلة ولم تفعل وأجلت روسيا فعلا عودة السياحة!!

السؤال الأهم الآن: هل كل هؤلاء سيتركون مسار هبوط الدولار أكثر وأكثر بما يمكن إحداث انتعاشة في الاستثمار وعودة الاستقرار للأسواق وبما يعني عودة الثقة في الإدارة المصرية إلى سابق عهدها؟ وبالتالي إنهاء انتخابات الرئاسة القادمة مبكرًا جدًا ؟

الإجابة فورًا: مستحيل.. وبالتالي تآمرها على سوق الدولار ليعاود الارتفاع وارد جدًا.. وهي الآن تخطط لذلك.. ماذا ستفعل ؟ لا نعرف.. الأمر كله ينبغي أن تتولاه الأجهزة المصرية المختصة!
الجريدة الرسمية