جنازة عمر عبد الرحمن.. الموضوع كبير يا سادة!
إن سمحت مصر بالجنازة فسيكون سؤال البعض: كيف تسمح بجنازة لإرهابي تسببت أفكاره وفتاواه في القتل والإجرام والتفجير؟! وإن لم تسمح مصر بالجنازة لقال آخرون: كيف تمنع مصر رجلا بات في رحاب الله من أن يدفن في بلده؟ كيف تمنع رجلا في رحاب الله من أن تنفذ وصيته؟ لماذا تحاربون الدين هكذا؟ كيف تتركون جثمان الراحل يبحث عن تراب يدفن فيه وأنتم تعلمون أن إكرام الميت دفنه؟ إنه لم يزل يحمل الجنسية المصرية وأدى العقوبة سابقًا فلماذا التنكيل برجل عاجز رحل في الغربة؟ لقد جعلتونا أضحوكة العالم وبلغتم في التنكيل مبلغًا !
إن سمحت السلطات باستخراج تراخيص الدفن لامها البعض لأنها سهلت لإرهابي سبيل الدفن وإن تلكأت اتهمها البعض بعدم مراعاة مشاعر أسرة الراحل وأنه لو كان الميت راقصة "فاجرة" عاشت "عارية" لاستخرجوا لها تصاريح الدفن فورًا وربما سار خلفها وزراء ومسئولون !
إن أمنت السلطات الجنازة منعًا لأي خروج على الأمن فسيقولون السلطات تحمي الإرهابي في الدقهلية وتحارب أتباعه في سيناء وإنها دولة متراخية ضعيفة رخوة تتسم بالازدواجية! وإن ضيقت السلطات على الجنازة لاتهمها البعض بأنها سلطة مهتزة تخشى نفوذ رجل صار في رحاب الله وإنها رغم جبروتها تخاف من رجل أغلب أتباعه في السجن أو في الغربة! وهكذا!
للأسف أي إخراج للجنازة كان سيهاجمه وسيرفضه البعض -وتابعوا التعليقات على المقال ستؤكد كلامنا- ولكن ربما تركت الأجهزة للجنازة كامل حريتها لتبدو كما بدت لترسل رسائل للعالم عن المعاناة التي تعيشها مصر مع التطرف أو لأن أغلب أتباع الرجل -باستثناء عاصم عبد الماجد وقليل معه- باتوا اليوم بعيدًا عن أفكاره وأغلبهم في صدام مع الإخوان بينما غاب ذكاء التيار الإسلامي وبدا أقرب إلى بعضه مما تصور الكثيرون وبات الخط الفاصل باهتًا بين الاعتدال والتطرف حتى لو كان المنطق أنه الواجب يؤدونه بلا أبعاد سياسية لكن لا توجد أصلا أي ظواهر إنسانية بلا ظلال سياسية!
على كل حال رحل عمر عبد الرحمن ومن قبله رحل سيد قطب وحسن البنا وأبو الأعلى المودودي وصالح سرية وشكري مصطفى ولم ترحل أفكارهم ولم نزل ندفع فاتورة أربعين عامًا من الفوضى وحتى اللحظة لا توجد محاولة جادة للتصدي للتطرف وقائمة الأسباب عديدة وقائمة المنتسبين طويلة جدًا أولها أصحاب النيات الحسنة ممن تربوا على أفكار الثلاثين سنة الأخيرة حتى لو كانوا غير متطرفين، إذ أنهم من داخلهم وعند أول اختبار ستظهر تركيباتهم الحقيقية حتى لو أقسموا على غير ذلك.. وهي خليط من التطرف وهم أكثر من يطالبون بتجديد الخطاب الديني وهم أول من يهاجم كل من يبدأ في أي تجديد حقيقي!
الموضوع كبير.. يا سادة!