رئيس التحرير
عصام كامل

ميسي وحوار مع مجرم !


هل أنت تدعم وتساند بلدك ضد الإرهاب؟ لا.. وكفاك تهريج وتلاعب بالألفاظ ولا تقل إن خلافك مع النظام وليس مع الوطن.. فدورك كله ينحصر بنطاعة سياسية غير مسبوقة بعد كل حادث إرهابي بأن تتجاهله لتنتقد قيادات بلدك دون حتى أدنى التزام بقواعد الذوق!


وهل أنت مع تداعيات ونتائج هذا الإرهاب وقفت إلى جانب وطنك في أزمة السياحة؟ لا.. ويجب أيضا أن تتوقف عن التلاعب بالمصطلحات والفلسفة الزائدة من أن الإرهاب ليس وحده سبب أزمة السياحة إذ أنك أيضا لا تعرف ترتيب الأولويات ولا تجيد ترتيب مصالح الوطن وتتغلب الأنانية والعقد السياسية وتنتقد ليل نهار الدولة لنقص الموارد، وجزء منها بسبب الإرهاب الذي دون أن تشعر تدعم مجرميه دون أن تشعر، وكما قلنا لا تدعم وطنك في مواجهته حتى إنك يمكنك أن تصرخ أسبوعا كاملا من أجل حكم قضائي لا يعجبك ولا تستطيع الحزن دقائق لشهداء أبرار يسقطون دفاعا عنك وعن الشعب المصري كله!

بالمناسبة ما تفعله في المثالين السابقين هو ما تفعله في كل الأزمات.. أنت تسخر من دخل قناة السويس وأنت تعلم أن معدل التجارة العالمية كله انخفض.. وأن أسعار البترول في العالم كله انخفضت.. وتسخر من العلاقات مع دول الخليج وتهاجمها.. ولا تدعم خسارة العلاقات مع الخليج من أجل سوريا الحبيبة.. وتسخر من العلاقات مع روسيا ليل نهار بفرض أن علاقات روسيا أقوى مع تركيا دون قياس لحجم التركة هنا من أنظمة سابقة خسرت الروس بغباء سياسي لا مثيل ولا مبرر له، وبين مصالح روسيا هناك!.. وفجأة أصبح للإعلام الصهيوني عندك مكانة كبيرة تنتظره وتصدقه في كل صغيرة وكبيرة وتنقل عنه بلا خجل بعد أن كنت تصفه بالصهيوني المجرم المغرض الذي يدق أسافين بيننا وبين الأشقاء في كل مكان رغم أن الإعلام الصهيوني هكذا بالفعل!

إن كان كل ما سبق صحيحا وهو صحيح.. فما لك أنت بأي مجهود لإزالة آثار كل ذلك؟ ما لك أنت بأي جهد يبذل لاستعادة السياحة؟ ما لك أنت بالثانية ولم تكن معنا في الأولى؟ ما لك أنت باستقبال ميسي؟ أنفقنا عليه؟ هي شركة خاصة التي أنفقت والعائد لا حصر له.. هل لأنه زار العدو الإسرائيلي؟ هو ليس عربيا لكي تفرض عليه واجبات النضال العربي ولا يصح أن نفرض على نجوم العالم ما نفرضه على أنفسنا ولا نعرف كيف لبديهة بسيطة كتلك ألا تدركها بنفسك!! الحل الوحيد أن تعود قويا لتفرض شروطك على الجميع والمدهش أنك تعرقل كل محاولات الاستنهاض ليعود الوطن قويا!!

باختصار أنت مجرم.. لا تقل إجراما عن الإرهابيين بل أنت عون لهم حتى لو اكتفيت بتصدير الإحباط والبؤس واليأس.. بعضكم من بعض.. حتى لو أقسمت ألف مرة على غير ذلك!
الجريدة الرسمية