مصر مش "تكية" مرسى
قارنت لا إراديا بين "البارونة" الراحلة مارغريت تاتشر، والرئيس الإخوانى محمد مرسى، فوجدت أن الأولى سيخلدها التاريخ "امرأة حديدية"، غيرت وجه المملكة المتحدة.. إذ كانت أول امرأة تقود حزبا سياسيا، وتترأس الحكومة فى ظل اقتصاد بريطانى منهار، ومعدلات نمو منخفضة، وتضخم وبطالة مرتفعة.. وضعت من فورها خطط إصلاح لا هوادة فيها حتى تعافى الاقتصاد وارتفع معدل الدخل، وانخفضت البطالة والتضخم ونهضت الأمة، كما استعادت الهيبة الدولية لبريطانيا، بعد أن تراجعت تحت ضغط الأزمات.
أما مرسى، فسيذكره التاريخ كأول رئيس مدنى منتخب فى مصر والأسوأ على الإطلاق، مهما حاول أهله وعشيرته تلميع صورته، أو مثلما اعتبر عمر محمد مرسى أن والده أفضل رئيس عرفته مصر عبر تاريخها، بل وأفضل رئيس عربى.. لكنه لم يقل ماذا قدم والده حتى يصبح الأفضل؟!.
سيذكر التاريخ أن مرسى تولى حكم بلد لديه أعظم حضارة، لكنه حولها إلى بلد فاشل "متسول" على شفير الانهيار أمنيا واقتصاديا وسياسيا.. وسيذكر التاريخ أيضا أن مرسى و"الإخوان" خدعوا بسطاء الشعب بمشروع "نهضة" وهمى، وما أن اعتلى السلطة حتى تحولت "النهضة" إلى "وكسة وغرقة"، وحين أدرك الشعب الخديعة والتدليس وضحالة النظام على جميع المستويات، أعلن "البوق" الكبير أنه لا نهضة إلا بأخونة الدولة، وأن "الجماعة" فوق الجميع، وهذا هو "مربط الفرس"، فهم لا يعترفون بدولة إنما بمن ينتمى مثلهم إلى التنظيم الدولى، وقد احتالوا على الشعب باللحى و"الزبايب" وشعارات دين يرددونها ولا يعملون بها، وبمساعدة أطراف المؤامرة الكبرى "قطر وأمريكا وحماس وإيران وإسرائيل"، قفزوا على الجميع وتولوا الحكم عنوة، لتبدأ مرحلة التمكين وأخونة جميع أجهزة الدولة، ومقابل غض الطرف عن الأخونة، حتى لو انهارت الدولة، يجب على النظام المصرى تنفيذ مخطط التقسيم، كما ورد فى مشروع إعادة رسم خريطة "الشرق الأوسط الجديد"، الذى يضمن أمن إسرائيل وسيطرة أمريكا على كل شىء.
ولأن مرسى المنتخب خير من ينفذ التعليمات، وجدناه يبدأ بهدم أركان الدولة، أولا الجيش بقتل الجنود فى رفح على أيدى مجرمى "حماس"، ثم يرفض فكرة محاكمة المتهمين فى الجريمة، وأمام إصرار قيادة الجيش على تدمير الأنفاق بين سيناء وغزة التى تنتهك وتهدد الأمن القومى المصرى، أوعز لماكينة الشائعات حتى تضرب الجيش وتدمر معنويات أبنائه، أما الشرطة فخطة هدمها مستمرة منذ أشهر وأثمرت فوضى عارمة وفراغا أمنيا جعل مصر ساحة حرب وبلطجة وإرهاب، وجرائم يومية فى ظل حكومة عاجزة.
وامتدت معاول الهدم الإخوانية إلى "الأزهر الشريف" مرجعية السنة فى العالم، عبر محاولات التشويه والتشكيك فى فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، أما خطط وقرارات ضرب القضاء والإعلام فهى لا تتوقف ومستمرة على مدار الساعة.
كما لم يسلم جهاز المخابرات العامة من مؤامرة الطعن والتشويه.
وحتى يفتت "الإخوان" قوى المعارضة التى تحول دون تحقيق التمكين، عملوا على إذكاء الفتنة بين النسيج الوطنى لجر البلد إلى حرب أهلية، ووسط تلك المآسى، وجدنا مرسى يتصرف كأن مصر "تكية" ورثها بمن عليها، فهو لا يمانع من تأجير الآثار وقناة السويس إلى قطر، وتوطين الفلسطينيين بسيناء ليحل مشكلتهم على حساب أرضنا، ويتنازل عن مثلث حلايب وشلاتين للسودان، وفى الطريق أيضا تنضم السلوم إلى ليبيا، وتنفصل النوبة عن مصر، ثم تقسم المساحة المتبقية من البلد إلى دولتين إسلامية وقبطية، مثلما جرى فى السودان والعراق.. وهكذا يتمزق شمل "أم الدنيا"، نظير احتفاظ الإخوان بالحكم.
لكن مصر المذكورة فى الكتب السماوية ووحدها الفراعنة، لن تكون مطية لخونة متآمرين، وستظل عصية على "الإخوان" ومن معهم من الإرهابيين بفضل جيش أمين وعزيمة شعب لا ينكسر ولا يلين.