رئيس التحرير
عصام كامل

التغيير والتأبيد !


الاستمرار في بعض المناصب أو المواقع والتمسك بالكرسى حتى درجة التوحد معه، رغم الفشل والإخفاقات وفقر الموهبة والكفاءة وافتقاد القدرة على العطاء أو تحقيق أدنى مقومات النجاح.. كان ذلك موجودًا في عقود سابقة، وكان دستورنا يسمح بذلك.. ونحمد الله أن دستورنا الحالى لا يجيز مثل ذلك بدءًا بأعلى المناصب قاطبة، متمثلًا في منصب الرئيس الذي جعل مدة رئاسته 4 سنوات تجدد لمرة واحدة؛ أي 8 سنوات بحد أقصى، وهو ما ينبغى أن ينسحب بالضرورة على سائر المناصب سواء في الجامعات أو القضاء أو الصحافة أو الأجهزة الحكومية أو الوزارات والمحليات وغيرها.


التغيير سنة الحياة وضرورتها.. التأبيد تعطيل لهذه السنة التي أراد الله بها مداولة الأيام بين الناس، وضخ دماء جديدة في شرايين الحياة وفتح المجال أمام بناء كوادر متجددة من الصفوف الثاني والثالث والرابع إلى ما شاء الله حتى لا نشكو يومًا كثرة المعتذرين عن عدم قبول المناصب السياسية رغم ما تزخر به مصر من كفاءات فيما يؤشر لظاهرة "عزوف الكفاءات" وليس نضوبها.. وبينهما فارق هائل!

وإذا كان الدستور أعادنا للصواب بتداول طوعى للسلطة، فإنه يبقى أن تتغير ثقافتنا وعادتنا في التعامل مع المناصب صغيرها وكبيرها.. حتى لا يستمر تجريف الكوادر وهروبها إلى الخارج في ظاهرة تستنزف مصر التي أنفقت وعلمت بينما غيرها يحصد ثمرات هذا الإنفاق وذاك التعليم.
الجريدة الرسمية