القصة الكاملة لـ220 طن من «اللندين المسرطن».. البيئة تعلن التخلص من الشحنة بعد 19 عامًا.. شركة أوروبية تتولى دفنها في محارق فرنسا.. والسرطان وأمراض الكبد أبرز أضرار المبيد القاتل
التخلص من شحنة «اللندين المسرطن»، هكذا أعلنت وزارة البيئة أول أمس، في بيان رسمي، مؤكدة بدء الإجراءات في التخلص من شحنة المبيدات شديدة الخطورة «اللندين»، والتي يتم تصنيفها كملوثات عضوية ثابتة.
وبحسب بيان وزارة البيئة، فإن تلك الشحنة مستقرة بميناء «الأدبية» منذ عام 1998، وتقدر بعشر حاويات، بإجمالي 220 طنا، مشيرة إلى أن الشحنة دخلت ميناء الأدبية كـ«ترانزيت»؛ لاستكمال طريقها إلى إحدى الدول الأفريقية، إلا أنها ظلت فترة كبيرة بالميناء، وتم تحويل الأمر إلى القضاء، وتبين أن الشركة المسئولة عن الشحنة شركة وهمية.
وأوضحت: إن الوزارة قامت بدراسة أفضل السبل البيئية؛ للتخلص من الشحنة، فطرحت مناقصة عالمية للشركات المتخصصة، وفازت بها إحدى الشركات الأوروبية، تحت إشراف وزارة البيئة والبنك الدولي، وبتمويل مشترك، ويجري حاليًا إعادة تعبئة الشحنة، بإجراءات وقائية صارمة، بموقع العمل بالميناء، ووضعها في حاويات جديدة؛ لشحنها إلى فرنسا؛ للتخلص النهائي منها في محارق متخصصة.
ما طبيعة المادة التي يتعامل معها مختصو وزارة البيئة الآن، والموجودة بمصر منذ 19 عاما؟ وما حجم الخطورة التي تشكلها؟
مادة اللندين
«اللندين» أو كما تعرف علميًا باسم «جاما سداسي كلورايد حلقي الهكسان» هي مادة يتم تصنيعها من خلال مواد كيميائية الأصل، وتعد بريطانيا أولى الدول المستخدمة لها، ثم تداولت في عدة دول؛ منها: الولايات المتحدة، والصين، والبرازيل، والعديد من الدول الأوروبية.
استخدامات اللندين
وتستخدم مشتقات «اللندين» في عدة مجالات، منها الزراعة، فيستخدم لعلاج المحاصيل الغذائية، ومعالجة البذور والتربة، كما يستخدم لعلاج الماشية والحيوانات الأليفة، وذلك وفقا لجرعات معينة، وبالنسبة للإنسان، فقد دخل اللندين في تركيب بعض الأدوية الخاصة بعلاج القمل والجرب، مع وجود بعض الآثار الجانبية له، مثل الحكة والجفاف، والطفح الجلدي، خصوصا لمن يعانون من الحساسية.
محظور دوليًا
في نوفمبر 2006، تم حظر استخدام وتداول مادة «اللندين»، وذلك بموجب اتفاقية استكهولم، بشأن الملوثات العضوية الثابتة، والتي وقع عليها أكثر من 52 دولة، كانت مصر من ضمنها.
المخاطر الناجمة عن اللندين
أما عن الأضرار التي تسببها مادة اللندين على الإنسان، فقد أثبتت الأبحاث أن التعرض لكميات كبيرة من اللندين، يمكن أن يضر الجهاز العصبي، مما ينتج عنه مجموعة من الأعراض، مثل الصداع والدوار والتشنجات، ونادرا ما سبب في حدوث حالات وفاة، كما ينجم عن تعرض العاملين لتلك المادة، مخاطر صحية جسيمة، إذا تم استنشاقه أو ملامسته للعين، أو امتصاص الجلد له، خصوصا إن زادت مدة التعرض عن 8 ساعات، فبجانب أضرارها على الجهاز العصبي، فإنها تؤدي للإصابة بأمراض الكبد والكلى، والأمراض السرطانية.
بي أي سي
ومن جانبه، قال الدكتور صلاح سليمان، أستاذ الكيمياء والمبيدات، في تصريحات سابقة: إن مبيد «اللندين» تم ضمه إلى قائمة «بي. أي. سي» المحظور استخدامها، وذلك طبقًا لعدة اتفاقيات دولية، منها «روترودام» التي وقعت عليها مصر، كما تم إضافة اللندين إلى قائمة الملوثات العضوية الثابتة «استكهولم» عام 2004، ومن ثم تم تحريمه دوليا.