رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «مسرح سمادون» من مقلب للقمامة لنافذة فنية «تقرير»

فيتو

«بكل عزم، قادرون على خلق النور في عمق الظلام، عازمون على استخراج روعة الجمال من رحم القبح، وإشعال فتيل الشمس في كبد الليل، بعزيمة لا تلين، وإصرار على تحقيق حلم بدأناه، وأقسمنا ألا نتنازل عن تحقيقه»، هذا لسان حال "إسلام الشاعر ورفاقه".. من أبناء قرية سمادون، مركز أشمون، بالمنوفية.


تجربة مسرح سمادون
لم تكن تجربة "مسرح سمادون" هي الأولى لـ"إسلام"، فقد أسس من قبل فريق مسرح كلية الزراعة جامعة المنوفية، بعد ١٧ عامًا من غيابه عن المشاركة في المهرجانات الجامعية، كما أنه كان عضوًا منتخبًا في مسرح جامعة المنوفية ٣ سنوات، وعضو الفرقة القومية للمسرح بالمنوفية، حصل على جائزة التميز في التأليف والإخراج المسرحي، على مستوى جامعة المنوفية، عن عرض «أبناء الوطن»، من تأليفه وإخراجه، وجائزة أحسن ممثل ثالث على مستوى جامعة المنوفية، عن عرض «اعمل نفسك ميت»، كما حصد المركز الأول على مستوى جامعة المنوفية في تأليف وإلقاء الشعر العامي، والجائزة التشجيعية في الشعر على مستوى جامعة المنوفية.

وبعد تجربة مسرح الجامعة، أراد "إسلام" تكرار التجربة بقريته، خاصة أن النشاط المسرحي بقصر الثقافة بالقرية متوقف؛ لعدم توفر ميزانية، وانعدام الإمكانيات، ولخوفه من أن يصطدم حلمه بالروتين والبيروقراطية الحكومية، قرر أن يبحث عن مكان بعيد عن قصر الثقافة، فهداه تفكيره إلى قطعة أرض، مخصصة كمقلب للقمامة، تواصل مع أصحابها، وهم من جمهوره، واتفق معهم على إيجار تلك القطعة، ولأنهم من جمهوره ومقتنعين بفكرته وموهبته، تنازلوا عن أخذ الإيجار مقدمًا، وبجهد غير عادي، ومواصلة الليل بالنهار لـ"إسلام"، وبعض المشجعين لفكرته، وبأقل الإمكانيات المتاحة «طين وخشب وشكاير» تحول المقلب إلى مسرح، تضاء فيه الأنوار ليلًا، وتقام عليه العروض الفنية، وتشاهده الجماهير.

25 يوما متطوعا
فريق عمل "إسلام" مكون من 25 متطوعًا من الموهوبين بالقرية، وأصدقاء الجامعة، ساعدوه في إخراج التجربة للنور، ورغم عدم وجود دعاية للفكرة أيضًا؛ لقلة الإمكانيات، إلا أن العرض في أول يوم كان كامل العدد.

ليلة العرض تكلف إسلام نحو 600 جنيه، ما بين إيجار وحدة صوت، وكراسي وفراشة، والإيراد اليومي يبلغ 300 جنيه، ما يجعله يتحمل 300 جنيه على نفقته الخاصة كل ليلة عرض.

تجربة «مسرح سمادون»، عنوانها «الإصرار والتحدي»، والحلم والمعافرة حتى تحقيقه، واستثمار القبح في خلق الجمال، إسلام ورفاقه، فريق "نجوم سمادون"، حلموا وعملوا، حتى تحقق لهم ما أرادوا، بعزيمة وإصرار، وأمنيتهم أن يشاهد عروضهم الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية، والدكتور سيد خطاب، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ليس نهاية للقصة، وإنما نواة لمسيرة جديدة احترافية.. فهل يحقق «عبد الباسط وخطاب» أمنيتهم ؟
الجريدة الرسمية