رئيس التحرير
عصام كامل

الثقافة الغائبة!


ثقافة الاعتراف بالتغيير ولا أقول الفشل تكاد تكون غائبة عندنا، فدورة النجاح وتداوله بين الناس أمر حتمي.. فالأب المؤسس لإمبراطورية اقتصادية ناجحة مهما يبلغ شأنها، لا بد يومًا سيسلم الراية لمن خلفه والأولى به أن يسلمها راغبًا في ذلك وليس مضطرًا أو مرغمًا بعوامل الزمن.. فالنهايات الجميلة دائمًا تخلد في الذاكرة.. ذاكرة العظمة والخلود.


من أخطر عيوبنا أن البعض لا يعترف بثقافة التغيير، ويترك الأمور للزمن حتى يقضي فيها بما شاء، فثقافتنا ليس فيها الاعتراف بالفشل ولا القدرة على تحديد اللحظة المناسبة تاريخيًا للتوقف والاعتزال، سواء في المناصب الوظيفية أو الرياضية أو الفن.. وتقديم كشف حساب بما تحقق من إنجاز والانتقال إلى موقع آخر، يمكن أن يعطي فيه الإنسان بطريقة أفضل بفكر جديد وطاقة متجددة، بدلًا من الإصرار على ثقافة جامدة، سادت عقولنا في مجالات الحياة المختلفة طيلة العقود الماضية..

ثقافة مفادها التأبيد في المناصب بل وتوريث بعضها للأبناء وما يجره ذلك على المجتمع من احتقان وخلو من الكفاءة وتكافؤ الفرص والإبداع، فضلًا عن مخالفته للدستور الجديد، إذا سلمنا جدلًا بأنه ليس شرطًا أن تكون كفاءة الأبناء وجدارتهم في مثل كفاءة الآباء واستحقاقهم.
الجريدة الرسمية