فلسطين بعد لقاء نتنياهو وترامب.. هريدي: إلغاء حل الدولتين.. إنشاء دولة يهودية.. مراد: أمريكا لا تحترم الضعفاء.. الحرب على المكشوف.. والعرب ينفذون أجندة واشنطن
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائهما أمس في العاصمة الأمريكية واشنطن، عمق العلاقات الثنائية بين الدولتين، وتطلعهم لبداية عهدا جديد في محاربة الإرهاب والتطرف.
وخلال اللقاء تطرق الطرفين للقضية الفلسطينية، كاشفين عن اتجاهاتهما وتطلعاتهما بشأنها، ووضع نتنياهو خلال حديثه شرطين أساسيين لقبول أي تسوية سلمية، هما اعتراف فلسطين بالدولة اليهودية، والموافقة على استمرار سيطرة إسرائيل أمنيا على المنطقة الغربية لنهر الأردن، فيما قال ترامب إن حل الدولتين ليس الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.
إلغاء حل الدولتين
وفي تحليل للقاء ترامب ونتنياهو أمس، يقول "حسين هريدي" مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الرئيسين عبرا خلال لقائهما عن أفكارهما وتوجهاتهما، التي تتلخص في تصفية القضية الفلسطينية، بوضع شروط مستحيلة دون التطرق لبدائل، مؤكدا أن الطرفين ألغيا مفهوم حل الدولتين، بإقامة دولة واحده لكل سكانها ومواطنيها، وأن تتحول لدولة بلا هوية، تحتضن عرب ومسلمين ومسيحيين ويهود.
اعتماد الهوية اليهودية
وتابع:"تلك التصورات غير مدروسة، بعدم وضع شروط لنظام الدولة الواحدة، هل ستكون عنصرية أم يهودية، ولكن هناك نية لإنهاء الدولة الفلسطينية واعتماد الهوية اليهودية، والاعتراف بإسرائيلية الأرض"، لافتا إلى أن تلك التصورات غير مدروسة، وأغفلت أن هناك شعب فلسطيني يستطيع أن يثور.
سياسة أمريكية
وأكد "حسين مراد" وكيل معهد الدراسات الأفريقية، أنه لن يختلف ترامب عن بوش أو كلينتون أو أوباما، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية السابقة صرحت بالرغبة في حل الدولتين، ولكن النقطة الحاسمة هنا، هل بالفعل اخذوا إجراءات معينة لتحقيق هذا الحل وإنهاء المشكله؟ وقال "الاجابة لا".
وأوضح السياسة الأمريكية رافضة لفكرة إقامة دولة فلسطينية، إيا كان رئيسها أو المسئول عليها، فهو يخضع لتلك السياسة، ولكن ترامب قالها بشكل علني لأنه غير سياسي وغير محنك، أو كما يقولون "اللي في قلبه على لسانه"، فما يحدث الآن ما هو الإعلان لسياسة أمريكية حقيقية.
خطاب الازدواجية
واستكمل قائلا: "لا جديد فيما اعلنته الولايات المتحدة الأمريكية، ولا داعي للاستغراب من ذلك، لأن الإدارة الأمريكية سابقا كانت تعمل بسياسة الإزدواجية، بإصدار خطاب لنا وخطاب لإسرائيل، وتتظاهر برغبتها في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أما الآن لا تقدر قيمة للعرب، قائلا:" تم خلع برقع الحياء واستغفال العرب لكسب ودهم ورضاهم، واصبحت الحرب على المكشوف".
وأشار إلى أن أمريكا لا تحترم إلا القوي، وبالتالي من السهل الآن القول في العلن، مستغلين الوضع العربي السيئ، لافتا إلى أن العرب ينفذون الأجندة الأمريكية بكل حذافيرها سواء بوعي أو بدون وعي.
فلسطين خارج الخدمة
وتابع:" فكرة إقامة دولة فلسطينية خارج نطاق الخدمة في تل أبيب، لأنهم يعتبرون أن تلك الأرض أرض الميعاد، ومن المستحيل رضوخهم لتلك الفكرة، ويظهر ذلك جليا في تحجيمهم للزعيم الفلسطيني أبو مازن، واجباره على التحرك الإ بأذن مسبق وبتفتيشه مع كل جولة"، وقال:"نحن نرضخ لذلك بكل وضوح.. ليك الله يا فلسطين".
واختتم قائلا "حان وقت إعلان الاتجاهات الأمريكية الإسرائيلية، بناءً على خريطة زمنية تتعامل بها إسرائيل، بدأت في 1948 بإعلان إقامة دولة إسرائيلية، وفي 1967 باحتلال أراضي عربية للوصول للنيل، واليوم في 2017 تلغي فكرة إقامة دولة فلسطينية، وتعمل على زيادة الاستيطان".