رئيس التحرير
عصام كامل

6 أمراض نفسية تواجه «الوزير» بعد فقدان منصبه.. إنكار الواقع والإحباط والاكتئاب الأبرز.. القلق والكوابيس وتعكر المزاج ضمن القائمة.. وخبراء علم النفس ينصحون بتوقع الرحيل في أي وقت

أحمد زكي، خلال فيلم
أحمد زكي، خلال فيلم «معالي الوزير»،

لحظات صعبة تمر عليه خلال جمع أوراقه من فوق المكتب المهيب، يتحسس الكرسي الذي ظل عليه لفترة، يعطي الأوامر ويصدر القرارات، ذلك الممر الطويل الذي سار خلاله في طريقه إلى مكتبه، يسعى وراءه الجميع؛ لتحقيق رغباته، قبل حتى أن يفكر فيها، كل ذلك يتلاشى لحظة خروجه من باب الوزارة، مودعًا بأسى اللحظات التي من الصعب أن تتكرر.


معاملة قاسية من الجميع دون أدنى اعتبار للوضع السابق، حالة عبّر عنها الفنان الراحل أحمد زكي، خلال فيلمه «معالي الوزير»، والذي ظهر خلاله رأفت رستم، بعد خروجه من الوزارة، التي شهد خلال فترة وجوده بها، التقدير والاحترام من الجميع؛ لتلقى من وراءه «القلل»، وتسيء معاملة أبنائه له، بعدما كانوا يتمتعون بمكانة أبناء الوزراء، والوضع المتميز بين أصدقائهم ومحيطهم الاجتماعي؛ ليجد نفسه وحيدًا منبوذًا من الجميع.

وفي التعديل الوزاري الأخير للمهندس شريف إسماعيل، بالأمس، خرج 9 وزراء؛ ليحل محلهم زملاء جدد، يتولون المهمة، وبعيدًا عن الناحية السياسية، ترصد «فيتو» الحالة النفسية التي تسيطر على من يفقد منصبه، وما هي الأمراض النفسية التي قد يتعرض لها، علمًا بأن الكثيرين يدركون تلك النهاية، ما يجعلهم لا يشعرون بشيء.

السلطة والوجاهة
في البداية يقول الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، والباحث في علم النفس السياسي: إن الوزير بعد استلامه لحقيبته الوزارية، يتمتع بالعديد من المميزات، والوجاهة الاجتماعية والسلطة، مما يؤدي لأن يتملقه جميع من حوله، ويسعوا إلى إرضائه بكافة السبل.

وأضاف استشاري الطب النفسي، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»: إن الوزير إذا لم يكن لديه استعداد نفسي، للحظة خروجه من الوزارة، يصاب بحالة من إنكار الواقع الجديد، ويظل يتعامل مع الأشخاص من حوله، على أنه لا يزال وزيرا، ويحرص على الشعور بالاهتمام من ناحيتهم، موضحا أن ذلك الوزير كان يستمد قوته من المنصب، وليس من أدائه وعمله.

وأشار «حسين» إلى أن الوزير في حال كونه سويًا ومتصالحًا مع نفسه، يخرج من الوزارة إلى عمله الطبيعي، إذا كان طبيبًا يتوجه لعيادته، مهندسًا يذهب لشركته، أو يجلس في بيته دون أي حساسيات، لافتًا إلى أن الوزير غير السوي في حال لم يجد نفس المعاملة السابقة، يصاب بالاكتئاب ويعاني من اضطرابات نفسية، حتى يستعيد حالته مرة أخرى.

وأوضح: إن الوزير بعد خروجه من حقيبته الوزارية، يتعرض للنقد والهجوم، وإنكار الإنجازات التي حققها، وتنسب إلى من بعده، مؤكدا أن الوزير بعد خروجه يصاب بقلق وكوابيس وعصبية، وتعكر المزاج، ويضيق بتعامل الناس معه، بطريقة أقل من التي تعود عليها.

كما لفت إلى أن الحكومة تحاول ترضية الوزير بعد خروجه، في أغلب الأحيان، عن طريق منحه رئاسة بنك أو شركة حكومية، أو جامعة خاصة، حتى يتعود على وضعه الجديد.

"الوزير السابق"
في نفس السياق، أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي: إن المأساة في لقب سابق، موضحًا أن الشخص خلال وجوده في المنصب، تًفتح أمامه جميع الأبواب، ويسعى الجميع لإرضائه من كل حدبً وصوب، مشيرًا إلى أن الوزير بعد خروجه يشعر بالاكتئاب، والناس تنفض من حوله، بعدما كان كل ما يحلم به يجده، فيتحول كل ما يحلم به إلى صفر.

وأوضح «فرويز» أن من يريد النجاح لابد ألا يعتمد على المنصب والسلطة التي تخول له وفقط، بل يجهز نفسه لبذل الجهد، وأن يتوقع خروجه من المنصب صباح اليوم التالي لتوليه الوزارة، حتى لا يصاب بصدمة بعد خروجه من المنصب، موضحًا أن الإحباط الذي يشعر به الوزير بعد خروجه من وزارته، قد يصل به إلى إيذاء نفسه، وهو ما حدث قبل ذلك.
الجريدة الرسمية