رئيس التحرير
عصام كامل

الكرة تجمعنا والسياسة تفرقنا !


ثمة رباط يجمع شعب مصر العظيم منذ القدم، رباط من الولاء والانتماء الفطري لهذا الوطن، وقت الأخطار والمحن والأزمات والمناسبات القومية.. تجسد ذلك في المتابعة الدءوبة للجماهير المصرية منتخبها الوطني الذي خاض منافسات بطولة الأمم الأفريقية حتى توج بلقب الوصيف، بوصوله للمبارة النهائية للبطولة القارية، وحصوله على المركز الثاني، بعدما أبلى لاعبوه بلاءً حسنًا، جعل الرئيس السيسي يستقبلهم في المطار تكريمًا لما بذلوه من جهد مشرف أسعد المصريين، الذين لم يكن أفضل المتفائلين يتوقع تخطيهم دور المجموعات، بعد غياب 6 سنوات عن تلك البطولة التي حصدت مصر سبعة من ألقابها، وهو الرقم الذي لم تحققه دولة أخرى في أفريقيا.


الأمر الذي يجعلنا أمام سؤال كبير: لماذا نجحت الساحرة المستديرة فيما أخفقت فيه السياسة، حتى أن الأولى جمَّعت ما فرقته الأخيرة، فرغم ما شهدناه من فرقة وانقسام واستقطاب حاد بين المصريين بعد ثورة يناير 2011، فقد توحد الجميع خلف المنتخب الوطني، وعادت الفرحة مع كل فوز يحرزه لاعبونا، بعد أن فارقتنا منذ 6 سنوات كاملة.. تُرى: ما السبب ؟!

أهي الإدارة الشفافة للعبة كرة القدم.. والاحتكام لقواعد عادلة ومعلنة تطبق على الجميع بلا استثناء ولا مجاملة وفق قانون ينصاع له الجميع بلا تمييز.. فلا وساطة، ولا مؤامرة، ولا محسوبية، ولا استقطاب، ولا مصالح خاصة ولا ازدواجية معايير..

المدير الفني للفريق يختار لاعبيه وفقًا للكفاءة والخبرة وسابقة الأعمال والقدرة على تحقيق المطلوب في المركز الذي يلعب فيه كل منهم.. ثم أليس المتنافسون في البطولات الكبرى سواء في أفريقيا أو أوروبا أو أمريكا اللاتينية أو كأس العالم.. هم ممثلو دول عظمى أو صغرى، غنية أو فقيرة.. لماذا تغادر الدول الكبرى تلك المنافسات في صمت ودون ضجة أو اعتراض، فأمريكا مثلًا تخسر أمام الأرجنتين.. والبرازيل وهي سيدة كرة القدم في العالم تخرج أمام فرنسا أو حتى غانا دون أن تنهار البطولة أو تفشل.. ما هي كلمة السر في نجاح كرة القدم.. أهى عدالة المعايير أم الاحتكام لقانون عادل ومنصف دون استثناء أو التفاف؟!
الجريدة الرسمية