رئيس التحرير
عصام كامل

آن له أن يعرف!


من حق الرأي العام العالمي أن يعرف من هي الدول وأجهزة المخابرات التي تمول وتدعم التنظيمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة وجماعة الإخوان الإرهابية وغيرها، وآن له أن يعرف وأن يدين من أجرموا في حق الإنسانية ليلصقوا الاتهام بالعرب والمسلمين، ويشوهوا صورة الدين الحنيف البريء تمامًا من داعش وأخواتها التي قدمت أوطاننا لقمة سائغة للآخر؛ كي يكيل لها الاتهامات ويشوهوا صورتها وتاريخها ودورها الحضاري الذي أخرج أوروبا يومًا من ظلمات العصور الوسطى إلى نور الحضارة الحديثة وإشراقات عصر النهضة..


هل تدرك شعوبنا كم ارتكبت تنظيمات الإرهاب من جرائم قدمت العرب أرضهم وديارهم ومواردهم ومستقبلهم لقمة سائغة في أفواه الغرب وإسرائيل وقدمت الذريعة تلو الأخرى لتقسيم الدول وتمزيق أواصر الشعوب بما استحدثته من تصنيفات ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان.. فهذا إخواني.. وذاك سلفي.. هؤلاء سنة وأولئك شيعة أو أكراد أو تركمان أو علويون.. وتلاشت أواصر العروبة ومقومات المواطنة الجامعة للشمل والرابطة لأواصر القربى والجذور والتاريخ المشترك.

في خضم هذا التداعي الهائل في بنيان النظام العربي منذ حرب الخليج الأولى واحتلال أمريكا لأرض الرافدين توالت نكسات العرب ونكباتهم حتى أصبح المشهد الآن مخزيًا؛ فالصراعات أصبحت عربية -عربية سواء داخل الدولة الواحدة بين مواطنيها بعضهم بعضًا، أو بين الدول بعضها بعضًا، سواء على الدور والمكانة أو على الحدود التي وضعها الاستعمار لتظل شوكة في خاصرة الأمة العربية ومانعًا من الاتحاد والتكامل.

وقد رأينا دولًا كانت ملء السمع والبصر ثم انهارت أعمدتها وانفرط عقدها وتفككت جيوشها، ولم يبقَ إلا مصر، حماها الله بفضل شعبها الواعي وجيشها الوطني المتماسك، لكنها لم تسلم هي الأخرى من مخططات الغدر والتآمر والخيانة من أعدائها في الداخل والخارج.
الجريدة الرسمية