لماذا يبكي الرئيس؟ علماء النفس يجيبون.. فرويز: حساس وسريع التأثر بالمواقف الإنسانية.. عدم تقدير جهوده أحد الأسباب.. عبد العظيم: يحب البلد ويتألم لمعاناة البسطاء
في أكثر من موقف ومناسبة، يجهش الرئيس السيسي، في البكاء، أمام الكاميرات، لمواقف مختلفة، فتارة لتأثره بشهداء مصر الذين راحوا ضحايا الإرهاب وتارة أخرى أثناء حديثه عن الوضع الاقتصادي للبلاد.
وكانت آخر هذه المشاهد اليوم أثناء متابعته لكلمة الرائد مقاتل كريم بدر خلال الندوة التثقيفية الـ24 التي تنظمها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، يروي مشاركته في معركة "كمين الرفاعي" في سيناء.
وأجهش الرئيس عبد الفتاح السيسي في البكاء خلال مشاهدة فيلم تسجيلي عن الشهيد ملازم أول محمد أحمد أحد أبطال معركة كمين "الرفاعي" بالشيخ زويد، خلال مشهد خاص برواية والدته عن لحظة استشهاد نجلها.
وفي ديسمبر الماضي، وجه السيسي رسالة حب إلى الشعب المصري، كاتما دموعه "نفسي أعمل كل حاجة حلوة علشانكم يا مصريين".
قائلا: "إحنا نقدر نعمل كل حاجة حلوة طالما احنا مع بعض لأن الشعب حملنا المسئولية"، وذلك خلال افتتاحه توسعة شركة النصر للكيماويات الوسيطة بالجيزة.
وفي فبراير الماضي، قال باكيا" والله العظيم أنا لو أنفع أتباع لأجل مصر لأتباع"، وذلك خلال كلمته بمؤتمر تدشين مبادرة رؤية مصر 2030 بمسرح الجلاء، داعيا أفراد الشعب بالمشاركة في التبرع لمصر "لو 10 مليون مصري اللي معاهم موبايلات صبحوا على مصر بجنيه يعني في اليوم 10 مليون.. هندعم مصر".
ومن جانبه، علق الدكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الرئيس إنسان حساس وعاطفي بشكل كبير ويتأثر سريعًا بالمواقف والقصص الإنسانية.
وأضاف، أن الرئيس السيسي يضع نفسه مكان ذوي الضحايا والشهداء، فيتألم من أجلهم، مؤكدًا أنه يريد إرسال رسالة إلى المواطنين بأنه يشعر بآلامهم ومعاناتهم ويقدر الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن.
صدق المشاعر
«حاسس أن الناس مش مقدرة مجهوده» هكذا علق الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي على البكاء المتكرر للرئيس، مشيرًا إلى غياب دور الإعلام في إبراز مشروعات البنية التحتية التي تقوم بها الدولة في الفترة الأخيرة.
وأضاف «فرويز»، «دموع الرئيس» لا تستجدي تعاطف المصريين إنما تعكس المصداقية الشديدة في حب الوطن والشعور بمعاناة المواطنين، مضيفًا أن الرئيس يريد أن يؤكد أنه يبذل كل طاقاته لتحسين أحوال البلد.
يقدر قيمة التضحيات
وأكد الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن شخصية الرئيس سريعة التأثر، ما يؤدي لانفعاله السريع مع المواقف المؤثرة كالحديث مع أبناء الشهداء أو زوجاتهم، فنجده يتبسط معهم في الكلام محاولا التخفيف عنهم.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق بتقدير الرئيس بقيمة التضحية التي بذلها هؤلاء الشهداء، وأنهم قدموا أرواحهم في إطار الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب.