رئيس التحرير
عصام كامل

سمعة صاحبة الجلالة !


في كتابه القيم "نصف قرن في بلاط صاحبة الجلالة" الذي أرجو أن يدرس لطلاب كليات الإعلام ولشباب الصحفيين يشخّص مؤلفه عبد القادر شهيب علل صاحبة الجلالة التي أمضى في بلاطها نحو 50 عامًا، ويضع خارطة طريق للخروج من محنتها الحالية حيث يقول:


"لا أدعي أنه لم تكن لي أخطاء فَجَلَّ من لا يخطئ؛ لكني لم أكتب إلا ما هو صحيح من معلومات؛ قلم يبحث عن الحقيقة ويتحرى الصدق فيما يكتب حتى لو كان هذا الصدق صادمًا، ولا أدعي أنني كنت حالة فريدة أو حتى نادرة، أو تنتمي للقلة في بلاط صاحبة الجلالة، وإنما كنت ضمن كتيبة كبيرة وضخمة من أصحاب الأقلام الصادقة والنظيفة، وهؤلاء هم الذين يحمون بكتاباتهم سمعة صاحبة الجلالة في مصر، وبهم سوف تسترد الصحافة المصرية حيويتها وتأثيرها، وستتغلب على كل المشكلات التي تعاني منها والصعوبات التي تواجهها..

بالصدق سوف تسترد صحافتنا عافيتها، وبالتمسك بمبادئ وقيم المهنية وقواعدها سوف تتجاوز صحافتنا مشكلاتها بالتخلص من القلة التي انتمت إليها وتسيء إلى سمعتها.. سوف تصنع صحافتنا مستقبلًا أفضل لها؛ فلا مكان في صحافة عريقة مثل صحافتنا لصحفي كاذب أو مخادع أو مبتز أو متربح أو يبيع قلمه لمن يدفع أكثر".

ثم يدلف بنا الكاتب إلى عالمه الخاص ومعاناته مع مهنة الصحافة بقوله:
"اخترت العمل في الصحافة، ولم أقبل بجواره عملًا آخر على غرار ما فعل البعض فلم أسمح بوجود شريك آخر في حياتي غير الصحافة التي وقعت في غرامها ووهبتها حياتي كلها، وأخلصت لها بالسعي والاجتهاد، واحترام القارئ.. لقد عانيت على مدى نصف قرن في بلاطها الكثير من المتاعب، ولم يكن طريقي مفروشًا بالورد، وواجهت فيه دسائس ومؤامرات خبيثة، وتعرضت للفصل مرات والهجوم من زملاء لذلك مرت على فترات وأنا أعاني من شح في الدخل والمال".

وهكذا مسَّ شهيب وترًا حساسًا حيث يعاني السواد الأعظم من شباب الصحفيين وربما شيوخهم من ضآلة ما يتقاضونه في ظل ما نشهده من ظروف اقتصادية صعبة، والدخول الضعيفة للجماعة الصحفية مقارنة بغيرها من الفئات كالأطباء أو القضاة أو غيرهم.
الجريدة الرسمية