رئيس التحرير
عصام كامل

برلمان الأمن القومي.. وسع!!


انزعج الأستاذ الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب؛ لأن ميزانية الشهور الستة الماضية لمجلسه الموقر وصلت إلى الإعلام ووصف سيادته الأمر بأنه اختراق للأمن القومى ذلك بأن ما عرفته الجماهير ما كان يليق أن تعرفه باعتباره مجلسًا سريًا يحظى بحصانة ضد المعرفة وضد إعلام الناس بما يجري داخل مجلس من المفترض أنهم انتخبوه وكما تعلمون فإن مجلس سيادته يعتبر من الأسرار الحربية.


وإذا كان من حق مجلس النواب أن يناقش ميزانية وزارة الدفاع ووزارة الدفاع لم تعترض فإنه يصبح منطقيًا أن يعتبر علي عبد العال تسرب ميزانية مجلسه واحدة من قضايا الأمن القومي، ولم لا وهو المجلس الذي على رأسه ريشة ليست كأي ريشة وهو القابع على مناقشة قضايا هي الأهم في تاريخ البلاد والعباد ألم يناقش قضية "مروق" -من مرق- الإعلامي الخارج على القانون إبراهيم عيسى ؟ ألم ينزعج ولم يتحمل نقدًا وجه إلى مجلسه وهو المجلس الموكلة إليه فكرة الحوار حول القضايا الشائكة وغير الشائكة!

وإذا كان سيادته قد انزعج لأن مجلسه الموقر أنفق ٧٧٧ مليون جنيه في ستة أشهر واشترى ثلاث سيارات بـ ١٨ مليون جنيه لسيادته وللوكيلين فإنه ودون أن نقع في المحظور أو نسقط في براثن التورط في إذاعة بيانات تهم الأمن القومى وإمعانًا في الوصول إلى الحقيقة دون غيرها فإنه يحق لنا أن نوجه أسئلة تخص البرلمان لننتظر عليها إجابات وافية شافية علمًا بأننا لا نقصد بما نطرح أي إساءات أو محاولة اختراق للأمن القومى الذي أشار إليه في سياق سابق.

نما إلى علمي بعض الأرقام التي قد لا ترقى إلى حيز المعلومات أولها مرتبط بما قالته لي مصادر ليست أعلم من سيادة الأستاذ الدكتور على عبد العال حول وجود أكثر من ستين مستشارًا لسيادته أو للبرلمان وهم من أعضاء مجلس الدولة يتقاضى الواحد منهم ٢٥ ألف جنيه شهريا، وهو الرقم الذي أؤكد لسيادتكم أنه قد ورد إليّ من مصادر داخل المجلس وليس خارجه وننتظر من سيادتكم الإجابة عنه لطمأنة الرأي العام المصري الذي لا يطمئن إلا بمعلومات شافية ووافية.

أيضًا قالت لي ذات المصادر إن لدى المجلس ١٧ سيارة زيرو لا تزال قابعة بجراج التحرير ولم تستخدم بعد وهي ليست مخصصة للسادة أعضاء المجلس وإنما سيتم تخصيصها للسادة مستشاري رئيس المجلس إن صحت المعلومة الأولى واتضح أن لدى المجلس ٦٥ مستشارا أو أكثر من ستين مستشارا لا أعرف على وجه الدقة حاجة المجلس إليهم من عدمه.

أيضًا قال لي قائل إن موظفًا بالمجلس طلب تخصيص حمام منفصل لسيادته حيث يميل للخصوصية دون استعمال ما يستخدمه العامة من أعضاء المجلس أو السادة موظفيه وقد تم له المراد وكانت كلفة فصل حمام خاص بسيادته قد وصلت إلى ٤٥ ألف جنيه فقط لا غير وهو رقم لا نظن أنه مبالغ فيه فسيادتكم تعرفون كيف قفزت أسعار السيراميك والبورسلين وكيف أصبح الحوض ولا مؤاخذة بالشيء الفلانى.

أقول ما قلت وأستغفر الله لى ولكم دون أن أقيم الصلاة فوقت كتابة السطور لم يكن قد حان بعد أذان المغرب وأكرر وسيادتكم تعلمون فوائد التكرار أن ما طرحته قد يكون كيد كائد أو مجرد هرطقات يصاب بها البشر في فترات الريبة وقد يكون المراد من تقديمها إلينا توريطنا في قضية أمن قومي وهو ما لا نسعى إليه البتة، فأمثالنا يمشون في قلب "الحيط" وليس بجوارها، وأخيرًا فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، اللهم إني أتوب إليك وألجأ إلى أولي الأمر وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور علي عبد العال للتعرف على واحدة من أهم قضايا أمننا القومي.
الجريدة الرسمية