رئيس التحرير
عصام كامل

الثروة التي يجب أن يتمسك بها الصحفي والإعلامي !


في كتابه الجديد "نصف قرن في بلاط صاحبة الجلالة" يقول مؤلفه عبدالقادر شهيب": كانت رحلتي في بلاط صاحبة الجلالة ممتعة للغاية رغم الأوقات الصعبة التي مرت عليَّ فيها، كافحت وقاومت بقلمي كثيرًا من الأخطاء والخطايا، وخضت قتالًا صحفيًا مستمرًا لا يتوقف.. لقد قاتلت بقلمي كل معارك وطني في كل المراحل والظروف، قاومت الآثار النفسية الوخيمة لهزيمة يونيو القاسية في 67..


وواجهت كل محاولات التدخل الأجنبي في شئونه لفرض الهيمنة عليه، وتقويض دولته الوطنية وسلبنا هويتنا.. وتصديت بقلمي للظلم الاجتماعي الذي تسبب في زيادة أعداد الفقراء سنة بعد أخرى في مقابل زيادة ثروات الأغنياء.. وتصديت أيضًا للفساد الذي عانت منه بلادي، وكانت له أشكال مختلفة ومتنوعة أتاحت لقلة أن تنهب خيراته، وأن تعوق انطلاقه، وأن تحرم الأغلبية الساحقة من حقها في نصيب عادل من ثروات بلادها ومستوى معيشي آدمي..

وقاومت تطرفًا دينيًا كان يتسبب لنا بين الحين والآخر في حوادث فتنة طائفية وصدمات دينية وأخرج لنا وحوشًا آدمية تقتل وتخرب وتدمر وتحرق، وتسعى لفرض حكم فاشٍ مستبد علينا، وسلبنا هويتنا الوطنية.. وكل هذا القتال المتواصل في بلاط صاحبة الجلالة كان رغم تكلفته ومتاعبه ممتعًا؛ ولذلك سوف أواصله ما دمتُ قادرًا على استخدام قلمي وأستطيع أن أكتب.

يواصل المؤلف حديثه عن حصاد مشواره الحافل في بلاط صاحبة الجلالة فيقول: "استمتعت بتحقيق الانتصار في حملات صحفية استمر بعضها شهورًا بل سنوات، استهدفت صالح الوطن وأهله، واستمتعت أيضًا باحترام وتقدير أحظى به أينما ذهبت؛ لأنني حريص دائمًا على أن أكتب ما أنا مقتنع أنه يخدم وطني، ورفضت أيضًا التربح مما أكتب، وتمسكت بمصداقية يعتبرها البعض موضة قديمة، واحتراما للذات يراه البعض نوعًا من السذاجة، وكم أشعر بالاطمئنان؛ لأن القارئ يستطيع أن يفرز السمين من الغث..

وكم أشعر بالامتنان لتقدير واحترام أحظى به من كُتَّاب كبار وصحفيين شباب، صحيح أنني جلبت لنفسي عداءً هنا وكراهية هناك، لكني لم أفقد -رغم ذلك- احترام من أضمر لي عداءً أو أخفى لي كراهية، وهكذا رغم المتاعب والمعاناة ظفرت بأعظم ثروة لا تتبدد ولا تضيع أبدًا إنما تتضاعف؛ إنها الاحترام الوافر، وهذه الثروة هي التي يجب أن يتمسك بها الكاتب والصحفي والإعلامي طول حياته وليست المناصب والمنافع والأموال.
الجريدة الرسمية