رئيس التحرير
عصام كامل

معلول ودراجي ورءوف خليف.. شكرا !


بطبعي لا أحب الإشادة أو التطبيل أو حتى المجاملات وخصوصًا عندما أكتب.. ومن الطبيعي جدًا عقب خسارة مصر النهائي الأفريقي أمام الكاميرون أن تكون الكتابة عبارة عن توجيه انتقادات ورصد سلبيات ولكن فكرت قليلا وسألت نفسي سؤالا مهما للغاية: "أليست للخسائر إيجابيات وقد تكون للانتصارات سلبيات؟".. نعم.. هذا حقيقي.. فخسارة منتخب مصر للبطولة الأفريقية تحتوي في مظاهرها ومضمونها الكثير من الإيجابيات.


وهنا لن أتحدث عن حالة الوطنية التي عاشها الجمهور المصري طوال فترة إقامة البطولة وكيف وصل الحال بالجمهور أن يملأ الشوارع دون حراسة أو خوف أو انفلات أمني.. ولن أتحدث عن الفئة الضالة من الشعب المصري التي لم تخجل في التعبير عن سعادتها بخسارة المنتخب لأنه ببساطة شديدة سلوك منحرف لا يستحق الوقوف عنده.. كما لن أتحدث عن الممر الشرفي الذي نظمه لاعبو الكاميرون وهم يصفقون احتراما وتقديرا للاعبي المنتخب أثناء ذهابهم للحصول على ميداليات المركز الثاني.

فالحديث عن المواقف التي خرجت بها من وراء خسارة المنتخب أمام الكاميرون كثيرة ويحتاج إلى مقالات ومقالات ولكن هنا سأركز بشكل دقيق على حالة الحب والمساندة والدعم للمنتخب المصري من ثلاثي عربي وضح عليهم عدم المجاملة وتأكد لنا أنهم بالفعل كانوا فخورين بمنتخب مصر..

الثلاثي الذي أتحدث عنه هو التونسيان نبيل معلول ورءوف خليف والجزائري حفيظ دراجي.. فـمعلول منذ بداية البطولة وحتى آخر مباراة وخلال تحليله على قنوات بي أن سبورت تشعر وكأنه مصري.. يدافع عن المنتخب ويفرح لفوزه طوال مشوار البطولة وظهرت عليه علامات الضيق لخسارته النهائي.. والمعلق المتميز رءوف خليف يكفيه ما وجده من حب كبير من الجمهور المصري بعد تعليقة على النهائي وتأثره الذي وصل إلى حد البكاء في نهاية المباراة..

أما المعلق المتميز حفيظ دراجي يكفيه أنه صحح الصورة التي كان يظن فيها الجمهور المصري، حيث تحدث بكل إشادة عن المنتخب ولم يقلل مما حققه وعقب النهائي كتب على صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يكفي من إشادة بل يؤكد أن ما قام به مشجع جزائري خلال النهائي من وجوده داخل مدرجات الكاميرون وسعادته بخسارة مصر ما هو إلا عمل فردي ناتج عن تعصب أعمى أو فهم عقيم لشباب متهور فكريا لا يدرك معنى العروبة أو حتى لا يفهمها أو حتى لم يشاهد ما فعلته الجماهير المصرية من مساندة ودعم وتشجيع لا حدود له مع المنتخب الجزائر خلال مشاركته في المونديال الأخير.

فالشكر واجب وموصول وضروري لهذا الثلاثي وكل عربي أظهر حبه وتقديره وتشجيعه ودعمه للمنتخب المصري في البطولة.. كما أن الشكر واجب للمعلق المصري الأصيل على محمد على الذي أظهر وطنية حقيقة طبيعية خلال تعليقه على مباريات المنتخب.

وأخيرًا.. قبل البطولة توقعت السنغال والجزائر في النهائي وتمنيت بلد المليون شهيد أن تكون بطلا لهذه النسخة.. وقبل مباراة مصر والمغرب أكدت أنه في حالة فوز المغرب سأساندها للنهاية من أجل الفوز باللقب.. ولو كان المنتخب التونسي قد وصل للنهائي كنت سأشجعه من كل قلبي.. هنيئا لمنتخب مصر بمجموعة لاعبين رجالة رفعوا رءوسنا في بطولة لم نتوقع منهم الكثير فيها قبل بدايتها.
الجريدة الرسمية