رئيس التحرير
عصام كامل

تداول السلطة بالكنيسة الكاثوليكية.. «الفاتيكان» بدأت الإصلاح بالمجمع الثاني.. القاهرة أطلقت مفهوم التنحي للتجديد.. وإسطفانوس الثاني أول بطريرك مصري يتخلى عن منصبه

الفاتيكان - صورة
الفاتيكان - صورة أرشيفية

عرفت الكنيسة الكاثوليكية بالتجديد ومواكبة التحديات بأساليب عصرية، ومع الأزمات الحالكة أو حالة التشرذم والشتات التي ضربت قوام المؤمنين، ما بين عامي 1962 و1965 دعت لانعقاد مجمع كنسي اسمته بـ"المجمع الفاتيكاني الثاني"، والذي خرج عنه عدة إصلاحات للكنيسة، وأبرزها التخلي عن استخدام اللاتينية في الصلوات واستبدالها باللغات المحلية وغيرها.


الإصلاح الكنسي
ليس الأمر إصلاحًا كنسيًا على مستوى روحي فحسب، بينما امتدت الإصلاحات لتطول العمل الإداري والمؤسسي داخل الكنيسة ذاتها، فإذا بقادة ومسئولين يطلبون إعفاءهم من الخدمة مع الاحتفاظ بالدرجة الكهنوتية، وإسناد المهام لآخرين لتجديد الدماء والحرص على استمرار الخدمة بقوتها.

لم يكن تنحى الأنبا أنطونيوس عزيز مطران الجيزة والفيوم وبني سويف السابق للأقباط الكاثوليك عن خدمة المطرانية وبالتبعية أوكل مهام الرعاية للبطريرك إبراهيم إسحق شخصيًا لحين تدبير راعٍ للخدمة.

لم يكن الأمر جديدا أو غريبا على الكنيسة، فسبق ذلك تقدم البطريرك الكاردينال الأنبا إسطفانوس الثاني البطريرك قبل السابق باستقالة، بسبب تقدّمه في السن وظروفه الصحية، وانتخب السينودس البطريركي خلفًا له الأنبا أنطونيوس نجيب بطريركًا، في 30 مارس 2006، وتمت مراسم التجليس في كاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر، أول مايو 2006.

وتعرض الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الكاثوليك، خلال فبراير 2012 لوعكة صحية، وتم تعيين معاون لمهامه حتى تماثل للشفاء، لكنه رأى أن عودته للعمل قد تستغرق ما بين شهر أو شهرين آخرين، فطالب بتعيين معاون لمهامه حتى عودته طبقًا لقانون الكنيسة فتم اختيار الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط، وهو أقدم الأساقفة بالكنيسة.

القانون الكنسي
ونص القانون الكنسي رقم 132 على أنه "إذا أعيق الكرسى البطريركي لأي سبب كان، يصبح حكم الكنيسة البطريركية، وفقا للقانون 130، في يد الأسقف الإيبارشي الأقدم في الرسامة الأسقفية، داخل حدود منطقة الكنيسة نفسها".

وتعود مواليد نجيب إلى مدينة المنيا في 18 مارس 1935، من والدين كاثوليكيين، وله 3 إخوة و3 أخوات ووسم كاهنًا باسم الأب أنطون نجيب في كاتدرائية المنيا في 30 أكتوبر 1960، سافر بعدها إلى روما لاستكمال دراسته، وحصل على بكالوريوس اللاهوت من الجامعة الأوربانية.

كما حصل على دبلوم علم الاجتماع الديني من مركز متخصص، وليسانس الكتاب المقدس من معهد الكتاب المقدس البابوي، وفى 1964 عاد إلى مصر، حيث قام السينودس البطريركي أسقفًا لإيبارشية المنيا، خلفًا للأنبا إسحق غطاس، يوم 9 سبتمبر 1977، باسم الأنبا أنطونيوس نجيب، وبسبب ظروفه الصحية، قدّم استقالته من هذه المسئولية الرعائية في 9 سبتمبر 2002.

ولم يتوقف الأمر على الصعيد الداخلى لتبادل الأدوار ومقاليد قيادة الكنيسة الكاثوليكية، بينما ظهر جليًا بروما، حينما أعلن البابا بنديكت السادس عشر، أنه سيستقيل من منصبه في 28 فبراير 2013، ليكون أول بابا يستقيل من منصبه على رأس الكنيسة الكاثوليكية منذ نحو 6 قرون.

وجاء في بيان صادر عن الفاتيكان أن‭" ‬البابا يقول إنه لم يعد يقوى على مواصلة العمل لتقدمه في السن".

وأضاف البيان نقلا عن البابا: "لهذا السبب ومع علمي بأهمية هذه الخطوة التي اتخذها بكامل إرادتي، أعلن التخلي عن كرسي البابوية في روما".

وقال البابا (85 عامًا) في خطاب ألقاه باللاتينية خلال مجمع كرادلة المنعقد في الفاتيكان: "بعد مراجعة ضميري أمام الله توصلت إلى قناعة بأنني لم أعد قادرا بسبب تقدمي في السن على القيام بواجباتي على أكمل وجه على رأس الكنيسة الكاثوليكية.

الجريدة الرسمية