رئيس التحرير
عصام كامل

كتاب جدير بالقراءة!


لا جدال أن كتاب زميلنا الكاتب الصحفي "عبدالقادر شهيب" الجديد "نصف قرن في بلاط صاحبة الجلالة" جدير بالاهتمام والقراءة، وجاء توقيت خروجه إلى النور في هذه الأيام مناسبًا تمامًا لما تشهده الساحة الإعلامية والصحفية من ممارسات خاطئة، جعلت تقدير الجمهور لهما محل شك كثير، وفي هذا الكتاب ينطلق المؤلف من سيرته الذاتية إلى تاريخ هذا الوطن حيث يقول:

"مشواري الصحفي حافل بالكثير الذي يمكن روايته؛ لأنه يفيد أيضًا من خلال تتبع فترة حافلة من تاريخ مصر، بدأت بصعود كبير لها إقليميًا ودوليًا فصارت قبلة أحرار العالم، أعقبتها هزيمة قاسية مريرة تركت آثارها المؤلمة غائرة في نفوسنا، ثم حرب بارعة في أكتوبر 1973 حققنا فيها انتصارًا عزيزًا فتح الباب لاسترداد أرض سيناء، وبعدها بأربع سنوات فقط زيارة دراماتيكية للرئيس السادات لإسرائيل، كان لها تداعياتها التي بدأت باغتيال السادات أثناء حضوره العرض العسكري في ذكرى حرب أكتوبر، وتمخض ذلك بعد تولي نائبه مبارك دفة الحكم عن خوض حربٍ ضد جماعات الإرهاب، كما خاضت مصر أيضًا مواجهة أخرى للخروج من أزمة اقتصادية طاحنة.. وإذا كانت البلاد قد حظيت مع الألفية الجديدة بقدر من التعافي الاقتصادي إلا أنها افتقدت الاستقرار الاجتماعي؛ لأن الأغنياء القادرين استأثروا وحدهم بمعظم العائد الاقتصادي، وخرج الفقراء من مولد الإصلاح الاقتصادي بلا حمص".

يضيف شهيب:" افتقدت البلاد أيضًا الاستقرار السياسي بسبب طول مدة بقاء مبارك في الحكم، وغموض المستقبل السياسي للبلاد، في ظل تزايد مساهمة جمال مبارك في إدارة شئون البلاد، والدعوات التي انطلقت علنًا من مقربين منه لتوريث الحكم، وتمخض عن ذلك الانتفاضة الشعبية في 25 يناير، والتي استثمرها الإخوان والأمريكان معًا؛ الإخوان لتحقيق حلمهم بالوصول للسلطة، والأمريكان لتنفيذ مخططاتهم التي أعدوها للهيمنة على منطقتنا، وعلى رأسها مصر حتى قامت ثورة 30 يونيو وأوقفت هذا المخطط.. كل هذه الوقائع المهمة التي عاشتها مصر صنعت لي في مشواري الصحفي محطات مهمة ابتداءً من دخول صاحبة الجلالة وحتى استقالتي من رئاسة دار الهلال واستمراري بعدها في القتال الصحفي ضد فاشية الإخوان.. ولا يمكن فصل ما حدث في مشواري الصحفي عن تاريخ بلادي..."

انتهى كلام شهيب الذي أرى أن كتابه القيم جدير بالقراءة والتمعن، يساعد على ذلك بساطة أسلوبه وعمق تناوله للقضايا وجدية ما يحويه من أحداث ومشاهد وتجارب ودروس وعبر تشتد حاجتنا إليها في هذه الأيام الصعبة، وتعظم حاجة شباب الصحفيين إلى استلهام مثل هذه المعاني لإنقاذ مستقبل هذه المهنة التي فقدت -للأسف- بفضل كثرة الدخلاء عليها كثيرًا من بريقها وتأثيرها والأهم مصداقيتها، ومن ثم تحتاج لبعث جديد واستنهاض الهمم لإعادتها إلى مجدها القديم.

الجريدة الرسمية