سُور المكسيك غير العظيم
أصدر الرئيس ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قرارا بإنشاء سُور المكسيك يفصل بين الولايات المتحدة ودولة المكسيك جنوبا لمنع المهاجرين المكسيكيين من الهجرة غير الشرعية إلى أمريكا عبر الحدود الدولية، وواضح أن ترامب لا يفهم المشكلة أو أخذها على محمل الجدعنة وهذا شغل رعاة بقر كما نراه في الأفلام الأمريكية وقال سابقا إنه سينفذه في ولايته التي مدتها ًأربع سنوات.
المشكلة في الإقطاعيين الأمريكان من أصحاب المزارع في ولايات تكساس وكاليفورنيا وغيرها التي بها مزارع بآلاف الأفدنة تحتاج إلى أيد عاملة وفيرة وطبعا رخيصة ووجدوا ضالتهم في العمالة من المكسيك فالعامل المكسيكي الفقير يرضي بحفنة دولارات مقابل العامل الأمريكي الذي يعرف القانون ويعرف حقوقه ومسجل في الأوراق وله إجازات ويأخذ مئات الدولارات وخلافه.
ويحضر المكسيكي الغلبان إلى المزارع ليعمل عن طريق شركات أو عصابات متخصصة في تهريب العمالة بعيدا عن الأوراق والجوازات ويعمل في الحال ويوفروا له السكن في الحى المكسيكي وكل ما عليه أن يجرى عودة إلى الحى إذا رأي السيارة الزرقاء وهى سيارة شرطة الهجرة وعند دخوله الحي لا يستطيع الجن الأزرق أن يجده والغريب في الأمر أن أغلب هؤلاء الإقطاعيين من كبار رجال الجمهوريين حزب الرئيس ولابد أن يكون لهم كلمة في هذا الصدد.
وهذا الحائط المقترح من الأفكار الهندسية القديمة ويبدو أن ترامب أخذ الفكرة من أحبابه أولاد صهيون وهو حائط طوله ألف ميل أي ألف وستمائة كيلومتر يريد أن ينتهي منه خلال فترة ولايته وهذا شيء فيه كثير من المبالغة لأن ولايته ًأربع سنوات وهذا معناه نحو ألف يوم عمل بمعنى أن عليه استكمال ميل كامل من الحائط كل يوم وهذا كثير جدا إلا إذا وجه كافة إمكانيات الدولة لبناء مثل هذا السور والذي لن يمنع التسلل من المكسيك إلى تكساس.
توجد لدى الخبراء أفكار كثيرة لحل هذه المشكلة لكن ترامب خلق مشكلة مع المكسيك الجار الجنوبي والمشروع يقال إنه يتكلف نحو ستة عشر مليارا من الدولارات ولكني أعتقد أن التكلفة قد تتجاوز أربعين مليارا وأكثر من ًأربع سنوات إذا تم تنفيذه لأن الأعمال الأولية الهندسية يلزمها على الأقل سنة كاملة، وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ إن ترامب يستطيع أن يصدر قرارات كما يحب ولكن هل هي قانونية وتتوافق مع الدستور.
فبالأمس القريب أصدر قرارا بمنع المسلمين من عدة بلاد من زيارة أمريكا وقامت المظاهرات في بلده ضد هذا القرار لأنه غير دستوري وبدأت القضايا ضده وطالب الإنجليز الملكة بسحب الدعوة الموجهة إليه لزيارة بريطانيا ووقع مليون بريطاني هذا الطلب والأغرب من هذا لم يصدر أي شيء من قادة المسلمين حتى الاستنكار.. الأمريكان يفضلون حريتهم على غذائهم ويقولون إن سمحوا لترامب على مخالفة الدستور في دخول الأجانب فإنه سيفعلها معهم والأصوب أن يوقفوه في محله.. الأمريكان شعب حر لا يمكن أن يتنازل عن حقوقه أبدا.. الحرية التي منحها رب العالمين للإنسان.. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ألا نتعلم يا أولي الألباب.