رئيس التحرير
عصام كامل

تراجع القوة الناعمة!


كل الدول التي تفككت مؤسساتها بسبب ثورات الربيع العربي لم تقم لها قائمة، وكأن المقصود من هذا التفكيك في دولة مثل سوريا أو ليبيا أو اليمن هو إشاعة الفوضى الخلاقة على طريقة كوندوليزا رايس التي بشرت بهذه النزعة في سياق حديثها عن شرق أوسط جديد.


ما قاله الرئيس الأمريكي الجديد ترامب يدعو للتفاؤل الحذر، فهو يرفض التدخل في الشئون الداخلية للدول، خلافًا لسلفه أوباما الذي تسببت سياساته الخرقاء في الإساءة لصورة أمريكا في العالم، ناهيك عما تسبب فيه من حروب ودمار في الدول العربية.. أما ترامب فهو يهتم بمصلحة أمريكا أولًا، وإصلاح بنيتها الأساسية التي يراها مهترئة، ويدعو لتحسين أحوال المواطن الأمريكي وأفلح إن صدق.

لقد تراجعت القوة الناعمة لمصر في السنوات الست الأخيرة، حين تسابقت النخبة لنفاق الثوار أو من كانوا يدَّعون أنهم ثوار، وانكشفت حقيقتهم بعد إذاعة التسريبات، فلم يكن لديهم رؤية واضحة للبناء، بل كان أقصى طموحهم الحصول على مكاسب ليس من بينها مصالح الوطن، ولا مصالح المواطنين الذين تاجر نشطاء السبوبة بأحلامهم وأشواقهم إلى التغيير.

وقد أثبتت الأحداث مقدار ما يعانون من عجز وفشل وآفات لم يسلم منها كثير من نخبتنا التي سبقتهم الجماهير بوعيها الفطري، فلم نجد للأحزاب التي جاوز عددها الثمانين أي مشروع مجتمعي يعيدها للشارع، ولا قدمت رؤية اقتصادية للخروج من أزماتنا، ولا تزال تلك الأحزاب حتى هذه اللحظة تحارب معركة غير التي خلقت لأجلها، ولو أنها أنفقت مالها ووقتها في النزول للشارع والإسهام في حل مشكلاته، لكان خيرًا لها من الظهور على الشاشات والصحف.
الجريدة الرسمية