رئيس التحرير
عصام كامل

«لا للكراهية والتعصب» رسالة 4 ملايين شخص إلى ترامب.. وثيقة شعبية ضد قرار حظر السفر.. فهمي: غير مقيدة لسياساته.. نافعة يشيد بالحشد لرفض التمييز.. ورفعت أحمد: المعاملة بالمثل


أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر سفر مواطني 7 دول مسلمة، وهي: العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، إلى أمريكا، لمدة 3 أشهر، موجات غضب عارمة حول العالم، وكانت سببا مباشرا في إطلاق «وثيقة شعبية عالمية» للتوقيع ضد سياسات وخطابات ترامب التي وصفها البعض بـ«العنصرية»، فيما رآها البعض الآخر تدبيرا أمنيا منطقيا لمنع الهجمات الإرهابية على دولته.


وفي هذا الإطار، تستعرض «فيتو» جدوى هذه الوثيقة، كآلية شعبية لرفض قرار الرئيس الأمريكي الذي دافع عن قراره، مؤكدًا أنه لا يمثل حظرا على دخول المسلمين، وأن إدارته تشدد في عملية التدقيق الخاصة بالمهاجرين، مضيفا أن إدارته تطبق إجراءات حظر السفر بصرامة.

وثيقة شعبية
نشر الموقع الإلكتروني «آفاز» الشهير، رسالة وجهها إلى الرئيس الأمريكي وقَّع عليها حتى الآن قرابة 4 ملايين و264 ألف شخص من مختلف دول العالم، رافضةً لخطابه، الذي يروج  -حسبما وصفت الرسالة- لـ"الكراهية والخوف والتعصب"، وجاء نص الرسالة كما يلي:
«الرئيس دونالد ترامب..
رغم حديثك المستمر عن جعل الولايات المتحدة الأمريكية عظيمة، فإن أفعالك تسير في اتجاه عكس هذا تمامًا، فالعالم بأسره يرفض خطابك الذي يروج للكراهية والخوف والتعصب.
إننا نرفض تأييدك لممارسة التعذيب في السجون ودعوتك لقتل المدنيين وتشجيعك على العنف بشكل عام، إننا نرفض إهانتك للنساء والمسلمين والمكسيكيين والملايين ممن لا يشبهونك عرقًا أو لغةً أو ديانةً.
نحن نختار التعاطف مع القضايا التي تثير المخاوف بشأنها، ونتمسك بالأمل عند سماعنا لليأس المتسرب من كلماتك، ونؤمن بالتفاهم عندما نشاهد مدى جهلك بأوضاع الناس وقضاياهم.
كمواطنين من أنحاء العالم، نقف موحدين اليوم أمام محاولاتك لبث التفرقة والكراهية».

غير مقيدة
ومن جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تلك المبادرات الشعبية المعارضة لقرارات الرئيس الأمريكي سواء داخل أمريكا أو خارجها يجب أن تفهم في سياقها، مشيرا إلى أنها بأي حال من الأحوال غير مقيدة لسياسات «ترامب» في الفترة المقبلة ولا عودة في قرارات قد اتخذها.

وأضاف «فهمي» أن «ترامب» لا يلتفت لمثل تلك الأمور، موضحًا أن مثل تلك القرارات لها مؤيدوها في الشارع الأمريكي، وتحظى بقبول لدى الكثير، في إشارة إلى أن الإعلام يركز على إبراز جانب من الصورة وهي التظاهرات ضد الرئيس ولا يبرز الجانب الآخر.

مصالح أمريكا
وعن تأثير قرار «ترامب» على علاقات الولايات المتحدة بالدول الأخرى، أكد أستاذ السياسة، أنه لا شك أنه ستوثر بالسلب في إشارة منه إلى استجواب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمام مجلس العموم البريطاني، بشأنها والذي أكد أنه يجب ألا تطبق على الرعايا البريطانيين".

وتابع بأن هناك حالة من التوجس من اتساع دائرة الدول التي شملها الحظر، لتضم دول أخرى، مؤكدًا أنه من المبكر جدًا التكهن بأن تدخل مصر والسعودية فيها لأنها تعد مجازفة كبيرة من "ترامب" وفي نفس الوقت غير متوقعة لأنه يرفع شعار "أمريكا أولًا" ولن يقدم على أي خطوة تضر بمصالحها في الشرق الأوسط.

العنصرية
وأشار إلى أن قضية التمييز العنصري قضية مفتوحة وحذر منها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مشيرا إلى أن هذا التحذير له موقعه، مطالبًا مستشاري «ترامب» بتقديم النصح له بأن تكون قراراته مبررة ولا توضع في إطار يفهم منه أنه يخص الدول المسلمة بوجه التحديد حتى لا تفهم بشكل يدينه.

حشود رافضة
واختلف معه الدكتور حسن نافعة، أستاذ السياسة بجامعة القاهرة، أن مثل تلك الحملة الشعبية مرحب بها، ضد قرارات «ترامب» التي تحمل عنصرية ساطعة ضد المسلمين.

ووصف «نافعة»، قرارات «ترامب» بغير القانونية، وبالتالي يجب حشد أكبر قدر من المواطنين حول العالم لرفضها، وإيصال رسالة بأن الشعوب ترفض التمييز والتفرقة. 

السياسة الأمريكية
وقال الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث، أنه كان هناك وهم لدى السياسين المصريين والعرب بتغير السياسة الأمريكية تجاه قضايا الشرق الأوسط بعد وصول «ترامب» إلى البيت الأبيض.

وأضاف الخبير السياسي في حديثه لـ«فيتو»، أن الإدارة الأمريكية لديها إستراتيجيات ثابتة قائمة على كراهية المسلمين والعرب لصالح إسرائيل، وأن مجيء رئيس أو ذهابه لا يغير من الأمر شيئا، موضحًا أن «ترامب» يطبق هذه السياسية بشكل يتفق مع شخصيته الهمجية والعنيفة.

وأكد، أننا لسنا أمام تحول في السياسة الأمريكية ولكن أمام تغير في طريقة التعبير عنها، مستنكرا الانزعاج من القرار الأخير بحظر سفر مواطني 7 دول مسلمة إلى الولايات المتحدة.

المعاملة بالمثل
وعن تأثير الحملة الشعبية، قال إنها ستجدي نفعًا «أدبيًا»، ولكن لن يكون لها تأثير مباشر، مشيرًا إلى أن التراجع سيحدث من خلال تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة ومقاطعة السلع الأمريكية والعمل بمبدأ المعاملة بالمثل والذي وصفه بـ"الأسلوب الأقوى" كما فعلت إيران ومنعت دخول الرعايا الأمريكيين إلى أرضها في أول رد فعل على قرار الحظر.
الجريدة الرسمية