رئيس التحرير
عصام كامل

لابد أن نقبل الاثنتين معا !


لثورة 25 يناير-كما قال الرئيس السيسي في حديثه للصحف القومية- مكاسب وتحديات، ولا بد أن نقبل الاثنتين معًا، والرئيس يقصد بالمكاسب هنا أن رئيس الجمهورية -أي رئيس- لا يمكنه البقاء في الحكم يومًا واحدًا بعد انتهاء مدته الدستورية.. أما التحديات والمصاعب والمثالب فحدث ولا حرج.


لقد اهتز المجتمع المصري هزات عنيفة بعد ثورة يناير، هزات زالزالية ضربت منظومة القيم والأخلاق التي يحاول الرئيس السيسي إعادتها نقية للمجتمع.. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

لقد علت، ولا تزال، لغة السباب في الشارع وعلى شاشات الفضائيات وصفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الفضاء العام، وجرى التشكيك والتطاول على كل شيء وأي شيء بزعم التغيير والثورة على الفساد.. تغيرت مفاهيم وتهاوت قيم اجتماعية تحت سنابك الثورة، وتعرض المجتمع لمحنة أخلاق وانعدام ثقة بدأ بنهش الرموز ومحاولات هدم الدولة وافتعال معارك حول الهوية، وكأن مصر التي علمت الدنيا كلها منذ فجر التاريخ مبادئ الحضارة والمدنية بلا هوية حتى بدا أن الهدف من إشعال الثورة هو هدم مؤسسات الدولة من جيش وقضاء وإعلام لإحلال نظام جديد على أنقاضها..

نظام يشبه في تكوينه وأهدافه الحرس الثوري الإيراني الذي كان نموذجًا يراود قادة الجماعة الإرهابية، ومحط أنظارهم حتى يكون لهم جيشهم أو ميليشياتهم الخاصة وأركان حكمهم، فالوطن عندهم ليس إلا حفنة تراب عفنة بلا هوية، وأن تنظيمهم هو وطنهم الممتد بلا نهاية ولا حدود جغرافية.

ومن ثم جاء الحفاظ على الدولة على رأس أولويات 30 يونيو، وبات الإصلاح التدريجي ضرورة حتى لا تنهار مقومات تلك الدولة في خضم ظروف إقليمية ودولية مضطربة.
الجريدة الرسمية