رئيس التحرير
عصام كامل

محمد.. مأساة شاب فقد بصره على يد بلطجي حاول منعه من سرقته


«محمد كان يحلم بغد أفضل، لكن هذا لن يأتي أبدا، بعد أن فقد بصره في طريق البحث عن لقمة العيش، ثلاث سنوات مرت دون أن يرى الشمس تسطع، دون أن يتأمل ملامح امرأة جميلة، 3 سنوات لم يعبر الطريق دون معاونة من أحد، أصبح بعدها يحتاج من يعوله ليس عائلا لأسرته الصغيرة، لم يشعر بفرحة أن يرى أخته الصغيرة تكبر أمام عينيه».


الشاب صاحب الـ29 عامًا، يحتاج لعملية جراحية، تكلفتها باهظة، هكذا قالت والدة «محمد»، وأضافت: «محمد كان بيشتغل أكثر من شغلانة علشان يجهز نفسه للجواز.

وتابعت: «منذ ما يقرب من ثلاث سنوات خرج ذات يوم ليبحث عن رزقه، وأثناء ذهابه إلى عمله، استوقفه أحد البلطجية، وثبته مستخدما سلاحا ناريا، وأجبره على أن يخرج كل ما يملك من مال ومتعلقات، فأخرج كل ما يملك وأعطاه للبلطجى».

تذكر محمد المعاناة التي يلاقيها في الحصول على المال، ولم يتحمل أن يسرق عرقه بلطجي، فهرول مسرعا خلف البلطجى كى يمسك به، فما كان من البلطجى إلا أن أطلق النار في وجه الشاب الشقيان، ليخلف عاهة تفقده بصره، وتبدأ بعدها رحلة العذاب.

وينقلب حال الأسرة الفقيرة من بعد أن فقد من يعولهم بصره وبعدما أنفقت الأسرة كل ما تملك على عيادات الأطباء الخاصة، ونظرا لضيق ذات اليد، تركت الأسرة ابنهم الوحيد يتأقلم مع الحياة الجديدة، على الرغم من احتياجه إلى عملية تتكلف مبالغ طائلة.

وقال محمد بوجه يملؤه الرضا بما قدره الله له: «الحمد لله أنا عشت 27 سنة من عمرى بشوف وبشتغل وعايش طبيعى، وبعد إصابتى في عينى، دلوقتى أنا عايش كويس وبقدر أغسل هدومى وأعمل أكل لنفسى زى زمان، وبدأت أتأقلم على الحياة الجديدة، أنا كل مشكلتى وخوفى على أسرتى ملهمش غيرى، أنا اللى كنت برعاهم، وأنا أسرتى مش هتقدر على مصاريف علاجى، ومش عايزهم يزعلوا عليا، لأن دا نصيبى وأنا راضى الحمد لله».

وأضاف محمد: "أنا كنت بشتغل أكتر من شغلانة علشان أوفر طلبات البيت وحاجات أختى، وعلشان كنت بجهز علشان عايز أتجوز، ولما اتعرضت للحادثة من البلطجى، صعبت عليا نفسى ومقدرتش أفرط في فلوسى وحاجتى وشقايا، فحاولت أمسكه وهو بيهرب، فضربنى بطلقة خرطوش جات في وشى وأصابتنى بالعمى.

وقالت والدت محمد والدموع تملأ عينيها: "ابنى طول عمره بيجرى على أكل عيشه، كان هو الراعى والسند لينا بعد ربنا، بس دلوقتى ابنى أصبح عاجزا وفقد بصره، علشان لقمة العيش، محمد ممكن يتعالج ويعود بصره، بس العملية محتاجة فلوس كتير.

نداء إلى وزير الصحة
وطالبت والدت الشاب الذي فقد بصره "أصحاب القلوب الرحيمة والمسئولين في البلد ووزير الصحة، أن يعتبروا محمد ابنهم ويتبنوا حالته ويعالجوه، محمد ابنى اتحرم من الحياة على يد من لا يستحقون الحياة.
الجريدة الرسمية