رئيس التحرير
عصام كامل

أسئلة تحتاج إلى إجابات!


بعد ست سنوات قاسية على الشعب المصري منذ وقوع أحداث 25 يناير.. نريد إجابة عن أسئلة تاريخية: لماذا تخلت النخبة والأحزاب عن دورها في الصمود وتوعية الشعب والأخذ بيديه نحو الأهداف الوطنية الكبرى كما كان يفعل حزب الوفد "التاريخي" أيام سعد زغلول ورفاقه أو حزب الدستوريين الأحرار أو الحزب الوطني أيام قيادته التاريخية مصطفى كامل وخلفه محمد فريد اللذين أسهما في تحرير الوعي وتخليص الوطن من الاستعمار؟ 


نريد إجابات شافية تقول لنا بوضوح: لماذا زادت الاحتقانات الطائفية غداة تسلم المجلس العسكري إدارة شئون البلاد؟.. لماذا زاد السعار الطائفي ووقعت الحادثة تلو الأخرى؟.. مَنْ دفع الأمور لحافة الاحتقان والغضب اللذين وصلا حد الاستقطاب الحاد والانقسام بين أفراد المجتمع وربما حتى بين أفراد الأسرة الواحدة أيام حكم الإخوان؟.. مَن سعى لتفريغ مؤسسات الدولة تمهيدًا لهدمها وإقامة مليشياته وتنظيماته مكانها؟.. كيف جرى الصدام مع القضاء وحصاره والتشكيك في نزاهة أحكامه ومحاولة إخضاعه وتركيعه؟..

لماذا جرى خداع البعض بممارسات إعلامية هوَّلت حجم الإخوان في الشارع؟.. ومَنْ صكَّ شعار "يسقط حكم العسكر" بهدف هدم المؤسسة العسكرية وتغيير توجهاتها وعقيدتها؟.. لماذا جيء بحكومات ضعيفة بعد الثورة بلا رؤية ولا قدرة على تقديم حلول حقيقية لمشكلات مزمنة ومستجدة تفاقمت كلها حتى باتت عصيّة على الحل؟

تقديم إجابات لهذه الأسئلة يضعنا في مواجهة حقائق لا يصح تجاهلها أو نسيانها، وفي مقدمتها بالطبع ضرورة الحفاظ على الدولة، كأولوية قصوى لا ينبغي التفريط فيها أو التهاون مع دعاة هدمها.. وهو ما يرفضه ملايين المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو للحفاظ عليها.. وقد أكد الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا حرصه البالغ على تقوية مؤسسات الدولة والحفاظ عليها، فمن دون دولة ندفع الثمن باهظًا، ثمن الانفلات والفوضى وهدم المؤسسات وضياع هيبة القانون وسيادته.
الجريدة الرسمية