رئيس التحرير
عصام كامل

متى يكتب تاريخ ثورة اختلف عليها الناس؟! (2)


ماذا لو لم تندلع ثورة 30 يونيو التي صححت المسارات الخاطئة لأحداث 25 يناير.. هل كنا سنجد في مصر دولة أم احترابًا أهليًا وصراعًا دمويًا كالذي تعيشه دول الجوار التي دمرتها الفتن وعصفت الخلافات والتناحرات بأهلها؟! لماذا بدأت ثورة يناير نقية بشباب طاهر قدم للعالم نموذجًا مثاليًا في الاحتجاج السلمي في الثمانية عشر يومًا الأولى من عمر ثورة يناير ثم انقلب ربيعها خريفًا.. مَنْ خطف الثورة ومَنْ ركبها.. من سرقها وفرغها من مضمونها ومن قفز على الثوار..


كيف صعد على أنقاضها الإسلام السياسي المدعوم أمريكيًا وتركيًا وقطريًا.. بِمَ وُعِد الأمريكان.. وبمَ استفاد الأتراك ونظام قطر.. وما مصير هذا الحلف المشئوم بعد صعود ترامب إلى سدة البيت الأبيض.. هل سيكمل خطايا سلفه أم سيصحح المسار الأمريكي في المنطقة.. ومن يتحمل أوزار وخطايا السنوات الست الماضية.. مَنْ يتحمل الخسارة الاقتصادية الهائلة..

ومن يدفع فاتورة التدهور الاقتصادي.. ومن يتحمل مسئولية الدماء التي أسالها الإرهاب ولا يزال جيشنا العظيم وشرطتنا الباسلة تقدم الشهداء قربانًا لاستقرار هذا الوطن وحمايته من غول الإرهاب.. من يتحمل أوزار الانقسام والاحتقان الذي تجرع المصريون ولا يزالون مراراته وآثامه.. من هوَّل من حجم الإخوان في الشارع وضخَّم وزنهم السياسي.. ومن استسلم لهذا الوهم حتى تسلموا حكم البلاد وكرسوا "الأخونة" في المناصب والوظائف بهدف الهيمنة الكاملة والإقصاء التام لغيرهم حتى ولو كانوا رفاقًا في فصيل الإسلام السياسي كما حدث مع حزب النور الذي انتفض رئيسه عبد العزيز مخيون رافضًا زرع نحو 13 ألف إخواني في وظائف حكومية خلال عام واحد وحرمان غيرهم منها، حتى خرج الشعب غاضبًا منتفضًا ضد حكم مرسي وجماعته في 30 يونيو.
الجريدة الرسمية