سيد حجاب.. والمشروع الذي لم ير النور !
رحل أحد أبرز من عبر عن البسطاء في أحلامهم وأوجاعهم، رحل من أصبحت كلماته حكما نتداولها وكأنها من الموروث الشعبى القديم، الفارس الذي امتطى مهره شاهرا شعره في مواجهة الظلم والتخلف والجهل، شاهرا كلماته راسما حلما وأملا جديدا، رحل الشاعر الكبير سيد حجاب، المبدع الذي خلق دائما مسافة بينه وبين السلطة فلم يقترب منها، وفشلت السلطة في استقطابه..
كان دائما يمثل المثقف المعتد بكرامته وكبريائه المعبر عن حلم الجماهير، رحم الإنسان صاحب القلب الطيب، عم سيد كان ودودا جدا ومع هذا كان شديد الغيرة على الشعر سواء كان شعره أوشعر غيره، وهنا أعود إلى الأول من فبراير 2010 وكنت أصاحبه في ندوة عنوانها "سيد حجاب ونصف قرن من الإبداع".. وأثناء إلقائه إحدى القصائد، وانفعاله الشديد بكل حرف يقوله، تحرك فريق التليفزيون بطريقة مزعجة أخرجته من تركيزه وحالة السمو التي كان يعيشها، فتوقف وصرخ في فريق التليفزيون مطالبهم باحترام الشعر!
فرد المخرج: أنا باشوف شغلى!
فقال عم سيد حجاب: أنت مش عارف شغلك.. أنت واللى أرسلك.. لو وزيرك - أنس الفقى- عارف شغله كنت أنت عرفته!
كان عندما يغرد بشعره فلابد أن يسمع الجميع، ويكون الاستماع والصمت فقط ملازمين لكلماته!
أحد الناشرين ليس من كبار الناشرين ولكنه كان يحاول أن ينافسهم، وفعلا نشر لأحمد فؤاد نجم -قبل رحيله- وجمال بخيت، وسمير عبدالباقى، وإيمان البكرى وغيرهم، جاءنى طالبا الاستشارة كيف يتعاون مع الشاعر الكبير سيد حجاب! فاقترحت عليه فكرتين، الأولى تقديم ديوان يطلق عليه "الأغانى" وهو يضم جميع كلمات أغانى المسلسلات، ولنذكر القارئ منها بليالى الحلمية، المال البنون، أرابيسك.. إلخ، وكل أغنية من هذه الأغانى أرى أنه أسطورة للعظيم سيد حجاب على سبيل المثال في مقدمة حجاب "ليالى الحلمية":
من انكسار الروح في دوح الوطن
يجي احتضار الشوق في سجن البدن
من اختمار الحلم يجي النهار
يعود غريب الدار لأهل وسكن
ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء
وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع
أقسى همومنا يفجر السخرية
وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع
وأضاف صاحب دار النشر يمكن إضافة سى دى عليه كلمات الأغانى بصوت الشاعر سيد حجاب، وأيضا الأغانى بأصوات مطربيها، والفكرة الثانية أن يضم الأعمال الكاملة وطلب منى أن أتوسط له مع عم سيد، وبالفعل تواصلت مع الشاعر الكبير، الذي سألنى عن الناشر ودار النشر، ورحب بالفكرة جدا، وطلب عدة أيام للدراسة وأبلغنا بالرأى النهائى، وبعد محاولات للمتابعة وموافقته المبدئية، ولقاء مرتقب للاتفاق النهائي مع صاحب دار النشر، تدخلت دار نشر كبرى للتفاوض مع عم سيد حجاب وتنفيذ المشروع، ويومها قررت الانسحاب من المشهد خاصة أننى لست سوى محب للطرفين، وللأسف لم تنفذه دار النشر الكبرى وكأنها أرادت فقط قتل المشروع الذي تم تقديمه من دار نشر أخرى.
إننى أطالب ورثة الراحل الكبير الشاعر سيد حجاب بتنفيذ هذا المشروع الذي سيكون بمثابة هدية لذاكرة الأمة وللأجيال القادمة، ومن الآراء التي أتفق معه فيها في النخبة المصرية والذي كتبته هنا كثيرا فهو يقول: جزء كبير من النخبة انتهت صلاحياتها التاريخية!
ويعد عم سيد حجاب مثل كثيرين ممن خدعوا في تنظيم الإخوان المجرمين فيقول: كنت أعتقد قبل ثورة 25 يناير أنهم فصيل وطنى ودافعت عن حقهم في الوجود السياسي، ولكن بعد تغيير موقفهم أدركت أن هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان، وتأكدت أنهم لا يرون في مصر وطنا لهم، وأنهم مجموعة من المتعصبين الجهلة الذين يحلمون باستعادة الماضى.
وكان عم سيد حجاب، يرى في الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول من رسخ فكرة العدالة الاجتماعية في مصر، كما أنه أحد بناة النهضة المصرية التي بدأت على يد محمد على والطهطاوى والخديو إسماعيل.. بل وآخرهم.
سيد حجاب إذا كان غادرنا بجسده، إلا أنه باق جزء لا يتجزأ من ذاكرة الوطن حتى نهاية الحياة، لهذا وللمرة الثانية إننى أطالب ورثة الراحل الكبير الشاعر سيد حجاب بتنفيذ مشروع "ديوان الأغانى" وأعماله الكاملة الذي سيكون بمثابة هدية لذاكرة الأمة وللأجيال القادمة.
فرد المخرج: أنا باشوف شغلى!
فقال عم سيد حجاب: أنت مش عارف شغلك.. أنت واللى أرسلك.. لو وزيرك - أنس الفقى- عارف شغله كنت أنت عرفته!
كان عندما يغرد بشعره فلابد أن يسمع الجميع، ويكون الاستماع والصمت فقط ملازمين لكلماته!
أحد الناشرين ليس من كبار الناشرين ولكنه كان يحاول أن ينافسهم، وفعلا نشر لأحمد فؤاد نجم -قبل رحيله- وجمال بخيت، وسمير عبدالباقى، وإيمان البكرى وغيرهم، جاءنى طالبا الاستشارة كيف يتعاون مع الشاعر الكبير سيد حجاب! فاقترحت عليه فكرتين، الأولى تقديم ديوان يطلق عليه "الأغانى" وهو يضم جميع كلمات أغانى المسلسلات، ولنذكر القارئ منها بليالى الحلمية، المال البنون، أرابيسك.. إلخ، وكل أغنية من هذه الأغانى أرى أنه أسطورة للعظيم سيد حجاب على سبيل المثال في مقدمة حجاب "ليالى الحلمية":
من انكسار الروح في دوح الوطن
يجي احتضار الشوق في سجن البدن
من اختمار الحلم يجي النهار
يعود غريب الدار لأهل وسكن
ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء
وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع
أقسى همومنا يفجر السخرية
وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع
وأضاف صاحب دار النشر يمكن إضافة سى دى عليه كلمات الأغانى بصوت الشاعر سيد حجاب، وأيضا الأغانى بأصوات مطربيها، والفكرة الثانية أن يضم الأعمال الكاملة وطلب منى أن أتوسط له مع عم سيد، وبالفعل تواصلت مع الشاعر الكبير، الذي سألنى عن الناشر ودار النشر، ورحب بالفكرة جدا، وطلب عدة أيام للدراسة وأبلغنا بالرأى النهائى، وبعد محاولات للمتابعة وموافقته المبدئية، ولقاء مرتقب للاتفاق النهائي مع صاحب دار النشر، تدخلت دار نشر كبرى للتفاوض مع عم سيد حجاب وتنفيذ المشروع، ويومها قررت الانسحاب من المشهد خاصة أننى لست سوى محب للطرفين، وللأسف لم تنفذه دار النشر الكبرى وكأنها أرادت فقط قتل المشروع الذي تم تقديمه من دار نشر أخرى.
إننى أطالب ورثة الراحل الكبير الشاعر سيد حجاب بتنفيذ هذا المشروع الذي سيكون بمثابة هدية لذاكرة الأمة وللأجيال القادمة، ومن الآراء التي أتفق معه فيها في النخبة المصرية والذي كتبته هنا كثيرا فهو يقول: جزء كبير من النخبة انتهت صلاحياتها التاريخية!
ويعد عم سيد حجاب مثل كثيرين ممن خدعوا في تنظيم الإخوان المجرمين فيقول: كنت أعتقد قبل ثورة 25 يناير أنهم فصيل وطنى ودافعت عن حقهم في الوجود السياسي، ولكن بعد تغيير موقفهم أدركت أن هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان، وتأكدت أنهم لا يرون في مصر وطنا لهم، وأنهم مجموعة من المتعصبين الجهلة الذين يحلمون باستعادة الماضى.
وكان عم سيد حجاب، يرى في الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول من رسخ فكرة العدالة الاجتماعية في مصر، كما أنه أحد بناة النهضة المصرية التي بدأت على يد محمد على والطهطاوى والخديو إسماعيل.. بل وآخرهم.
سيد حجاب إذا كان غادرنا بجسده، إلا أنه باق جزء لا يتجزأ من ذاكرة الوطن حتى نهاية الحياة، لهذا وللمرة الثانية إننى أطالب ورثة الراحل الكبير الشاعر سيد حجاب بتنفيذ مشروع "ديوان الأغانى" وأعماله الكاملة الذي سيكون بمثابة هدية لذاكرة الأمة وللأجيال القادمة.