رئيس التحرير
عصام كامل

محمود أبورجيلة: قلت لمبارك: علاء بيشجع الزمالك.. فقال لي جمال هو اللي زملكاوي


  •  أنا معجون بحب الزمالك وهذه حكايتي مع رؤساء مصر 
  •  عشت ظروفا معيشية صعبة بعد اعتزالي.. وعملت خداما للخواجات عشان أطور من قدراتي في التدريب
  •  شكري سرحان وإسماعيل ياسين أبرز أصدقائي في الوسط الفني.. وموسيقار الأجيال كان زملكاويا متعصبا 
  •  فريد الأطرش بعتلى نقطة الزواج 30 جنيها على البيت
  •  اكتشفت عمر جابر وإبراهيم وحازم إمام.. والكرة المصرية "مجبتش زى حمادة إمام"
  •  الأهلاوية ساعدونى "آكل عيش" في السعودية.. وضحكت على أبويا "فضرب الناظر" 
  •  ممدوح عباس فشل في إدارة النادي.. وكمال درويش حقق إنجازات رياضية غير مسبوقة
  •  مرتضى منصور أعاد بناء الزمالك من جديد.. وهذا سر تلقيبي بـ "مدرب الحرمين" 

شيخ المدربين وأحد أساطير الكرة المصرية ونادي الزمالك، تاريخه حافل بالإنجازات والألقاب والأرقام الرائعة كلاعب ومدرب، محمود أبو رجيلة، مواليد عابدين 9 سبتمبر 1941، أحد أفضل اللاعبين والمدربين يمتلك العديد من الأسرار والذكريات المثيرة عن رحلته مع الساحرة المستديرة، بدايته كانت صعبة للغاية ورحلته مع التدريب كانت الأصعب في ظل الظروف المالية الصعبة التي كان يعيشها هذا الجيل من اللاعبين.
أبورجيلة نجم الزمالك الأسبق فتح قلبه لـ "فيتو" وسرد العديد من الحكايات والأسرار التي يزيح عنها الستار في السطور التالية.

*دعنا في البداية نتحدث عن رحلتك مع الكرة؟
بدأت في عابدين بالقاهرة بلعب الكرة الشراب وأنا عمرى 10 سنوات، ولكن كانت هناك دوريات تقيمها منطقة القاهرة وأنا كنت من أسرة فقيرة وكنا نخوض أغلب هذه المباريات دون "حذاء" وفي إحدى هذه الدوريات حضر كل من محمد عثمان ومحمد الجندي وكان يطلق عليهم كشافون لكرة القدم وأعجبوا بي في إحدى المباريات ثم قاموا بضمي لناشئي الزمالك وكان عمري في ذلك الوقت 15 عامًا... عن تلك الأمور وأمور أخرى كان معه الحوار التالي:

*متى كانت بدايتك بنادي الزمالك؟
في عام 1957 وكان وقتها نادي الزمالك في البالون ونلت إعجاب كل من محمد حسن حلمي وحافظ زقلط في إحدى مباريات الناشئين وأتذكر أنه كانت هناك مباراة مع ناشئي الزمالك وحضر توفيق عبد الله إلى نادي الزمالك وشاهدني بالمباراة وكان يعمل في شركة عبد اللطيف أبو رجيلة وطلب مني أن ألعب في دوري الشركات.

*هل وافقت على ذلك؟
طبعًا لأنه قال إنه هيعيني في الشركة بمرتب وكان سني وصل 17 عاما وأنا لم أحصل على شهادة وكمان سأمارس كرة القدم وبالفعل لعبت واتعينت وكنت وقتها بلعب "باك شمال" وكمان لا يوجد معي فلوس ووقتها كانت مكافأة الفوز في الزمالك 3 جنيهات.


*سر لقب أبورجيلة؟
بعد توظيفي في شركة النقل التي كان يمتلكها عبد اللطيف أبورجيلة، رئيس القلعة البيضاء السابق، أطلق عليّ هذا الاسم ومنذ ذلك الحين وارتبط اسمه باسم رئيس الزمالك.

*وهل رحب والدك بممارسة كرة القدم؟
لا طبعا والدي كان رجلا صعبا جدا ورفض فكرة أن أمارس كرة القدم من ساعدني إخوتي لأنهم كانوا يعشقون كرة القدم.

*كيف ساعدك إخوتك في ذلك؟
إخوتي كانوا يأتون إلى المدرسة وكان يساعدوني في الهروب من المدرسة وعشقي لكرة القدم كان سببا في رسوبي لمدة سنتين بالمدرسة الابتدائية و"افتكر أن كدبت على والدي وقولت أنا ناجح وجبتله شهادة النجاح".

*وهل اكتشف رسوبك بالمدرسة؟
فعلا راح عشان يقدملي بالسنة المقبلة ناظر المدرسة قال له إن ابنك راسب سنتين "مسك فيه" وقام بضربه ووقتها "سبت التعليم واتجهت إلى الكرة".

*ما أول مباراة شاركت فيها مع الفريق الأول؟
كانت مباراة الزمالك أمام نادي الترسانة وذلك بعد أن صعدني المرحوم حفني بسطان للفريق الأول وفاز الزمالك بخمسة أهداف مقابل هدفين.

*من هم أصدقاؤك المقربون؟
أحمد مصطفى وعلى محسن وفاروق السيد، وعلي نصير وحمادة إمام وأحمد رفعت كلنا أسرة واحدة وأصدقاء وكنا لا نغيب يوما واحدا عن بعضنا البعض.

*ما ذكرياتك مع حمادة إمام؟
حمادة إمام، كان رفيق عمرى منذ انضمامنا للزمالك في قطاع الناشئين، كان يعشق كرة القدم وهو أحد المواهب الفذة التي لن تتكرر، ويعد من المقربين لي هو وأسرته "ربنا يرحمه".

*حدثنا عن زواجك.. وسمعنا أنه تم داخل نادي الزمالك؟
بالفعل.. فجميع لاعبى الستينيات أقاموا عقد قرانهم في النادي، وليس في فنادق خمس نجوم كما يحدث الآن، وأذكر أن عقد زواجى شهد عليه الكابتن محمد حسن حلمى.

*كم تكلف حفل زفافك؟
حفل زفافي أقيم داخل نادي الزمالك وأحياه 11 من نجوم الطرب بجانب حضور عدد كبير نجوم الفن ولاعبى الكرة.. وأذكر أن الموسيقار الكبير الراحل فريد الأطرش منحنى نقطة 30 جنيها أرسلها إلى منزلى بعد الزواج وأذكر أن فرحي بالكامل لم يتكلف 550 جنيها فقط.

*حدثنا عن علاقتك بالمطربين والفنانين؟
- أعشق الفن والغناء.. وكان عدد كبير من الفنان أصدقائي على رأسهم شكري سرحان وعادل إمام وإسماعيل ياسين وكانوا يعيشون معنا ويوجدون بصفة دائمة في نادي الزمالك وأيضًا ثلاثى أضواء المسرح وفريد الأطرش والموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب الذي كان زملكاويًا متعصبًا.

*سمعنا أن صوتك جميل وكنت على وشك الغناء؟
- مبتسما أنا أعشق الغناء لكن الصحفي عبد الفضيل طه رآني في إحدى الجلسات مع عبد الوهاب في اليوم التالي في مقال له بجريدة المساء وقال "محمد عبد الوهاب يستعد لتلحين أغنية لأبورجيلة" وهذا لم يكن صحيحًا.

*وما هي الحقيقة؟
أنا كنت بصحبة نبيل نصير الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بأهل الفن.. وأذكر أنه كان يجرى بروفة لأغنية "لا تكذبى"، وعندما علم بوجودى أوصانى بالزمالك وضرورة الفوز بالدوري وهذه هي الحقيقة.

*هل كنتم على علاقة برجال السياسة في ذلك الوقت؟
ارتبطنا برجال السياسة أكثر وقت النكسة عندما كنا نقوم بمباريات خارجية للحصول على دعم من الدول العربية لخدمة الوطن والجيل الذي نشأت فيه كان الجميع يتبارى لخدمة الوطن.. وكل مجال كان به نجوم وأعلام لم تتكرر في تاريخ الوطن العربى والعالم، سواء في الفن أو الرياضة أو السياسة ومن ثم فإن العلاقة كانت وطيدة برجال السياسة أيضًا، وكانوا يقفون إلى جوار الرياضة وهدفهم النهوض بها.

*سمعنا أن علاقتك بالرؤساء كانت متميزة حدثنا عن ذلك؟
العلاقة بدأت عندما فوزنا على فريق ويستهام الإنجليزي بخماسية، فوجئنا أحد المسئولين طالبنا بعد الخروج من غرف الملابس وقال إن هناك مفاجئة وكانت المفاجأة أن الرئيس عبد الناصر قرر منحنا وسام الجمهورية بعد الفوز على ويستهام وكانت فرحة عارمة للاعبي الفريق

*هل قابلت جمال عبدالناصر؟
- رأيته مرة واحدة فقط من بعيد وكان خارجًا من بيته ووقفنا نصفق له أثناء سير موكبه، لكننى لم أتحدث معه.

*ألم تتقابل مع السادات؟
- مطلقًا.

*ماذا عن مبارك؟
- الرئيس الأسبق مبارك حضر إلى نادي الزمالك بطائرته الخاصة من أجل تهنئتنا ببطولة أفريقيا 83، ووقتها أكد لنا أن الزمالك حقق إنجازًا كبيرًا.

*ألم تتحدث معه؟
- أذكر أنه ضربنى في صدرى عندما قلت له إن علاء مبارك زملكاوى، فرد علىّ وأكد أن جمال هو اللى زملكاوى.

*هل قابلت الرئيس السيسي؟
لا للأسف حتى الآن لم أقابله وأنتظر الظروف المناسبة لمقابلته.

*هل شاركت في ثورتى يناير و30 يونيو؟
لم أشارك في 25 يناير إنما شاركت في ثورة 30 يونيو مع عدد كبير من الزملاء والفنانين ونزلت التحرير والاتحادية أكثر من مرة.

*حدثنا عن بدايتك مع التدريب؟
بعد النكسة توقفت الكرة وكان اتحاد الكرة الإيراني قد طلب من اتحاد الكرة المشاركة في احتفال شاه إيران بمرور 25 عاما على توليه الحكم لكن اتحاد الكرة رفض فأتم الاتصال بالزمالك فوافق رئيس النادي محمد حسن حلمي على إقامة المباراة والسفر لإيران وكانت المفاجأة.

*عن أي مفاجأة تتحدث؟
قرر رئيس النادي تعييني مدربا للفريق مع المدير الفني اليوغوسلافي "إيفان"، وكان هذا وسط اعتراضات كبيرة من اللاعبين وقتها والمشكلة أن سني لا تتخطى 25 عامًا وكنت لاعبًا مع هؤلاء النجوم، ومن هنا كانت انطلاقتي الحقيقية في التدريب.

*هل استمريت كثيرًا في التدريب في الزمالك؟
أنا وقتها كنت أدرب منتخب الجامعة لفترة طويلة وكان من أهم اللاعبين حسن حمدي، رئيس الأهلي السابق، وفي يوم عودتي من تدريب منتخب الجامعة كنت راكب أتوبيس وبدعي ربنا يفرجها عليا لأن الدنيا كانت صعبة للغاية وقتها "وزي ما يكون أبواب السماء كانت مفتوحة "نزلت من الأتوبيس في ميت عقبة لقيت الناس بتجري ورايا يا كابتن في ناس منتظرينك عند حمام السباحة.

*وماذا حدث؟
دخلت وقتها وجدت حلمي أبو المعاطي وأحمد مكاوي وهم من النادي الأهلي موجودين داخل نادي الزمالك ييقولوا إحنا منتظرينك وعايزينك تدرب فريق بالسعودية مافكرتش لحظة ووافقت على الفور لأنى كنت مش لاقي فلوس أصرف على بيتي وكان أول راتب لي 1500 ريـال.

*من هو هذا النادي؟
نادي الشباب السعودي وصعدت به من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى خضت التدريب معه لمدة 4 سنوات.

*وماذا بعد الأربع سنوات؟
انتقلت إلى النصر السعودي وحصلت على راتب خمسة آلاف ريـال.

*هل استمريت في النصر؟
في النصر السعودي بعد 4 سنوات أحضروا مديرا فنيا أجنبيا اسمه "بروشيتش" وكان المدير الفني للأهلي في الخمسينيات وقاد أيضا منتخب مصر وطلبوا مني اشتغل مدرب معه فوافقت على الفور.

*لماذا؟
لأنى كنت في حاجة إلى تطوير أدائي التدريبي وتعلمت منه الكثير و"اشتغلتله خدام عشان استفيد منه تدريبيًا".

*وماذا بعد؟
في عام 78 نزلت إجازة بالقاهرة والتقى معى كابتن حسن حلمي وطلب مني تدريب الزمالك وحصلت وقتها على الدوري والكأس.

*وماذا بعد الدوري والكأس؟
تركت الزمالك وابتديت مرحلة جديدة من التدريب في عدد كبير من الدول العربية على رأسها قطر واليمن والإمارات والسعودية أيضا وغيرها.

*وماذا عن عودتك للزمالك بعد ذلك؟
عدت إلى تدريب الزمالك في موسم 83 رافضًا الاستمرار في التدريب بنادي الوحدة السعودى، رغم أننى كنت أتقاضى 15 ألف ريـال، وأعيش بفيلا وخصصت لى سيارة مرسيدس، لكننى لم أفكر في كل ذلك من أجل نادينا.

*من الذي أقنعك بترك هذه الإغراءات للعودة مرة أخرى لناديك؟
محمد حسن حلمى، رئيس نادي الزمالك، وكنت عائدًا معه إلى مطار دبى ليستقل الطائرة، حيث طالبنى وقتها بالعودة للزمالك.

*ماذا فعلت؟
تركت كل شىء من أجل الزمالك.

*كم كان راتبك الشهرى في الزمالك؟
ألف جنيه وكان أحمد رفعت وقتها مدير كرة وحصل على نفس المبلغ.

*هل يعقل أن تترك 15 ألف ريـال؟
لا نستطع أن نفكر في عدم تلبية نداء الزمالك في أي وقت.. وهذا ليس كلامًا بل كان بالفعل.. وعدت وقتها وحصلنا على بطولة الدوري وكأس مصر وبطولة أفريقيا، وكان شريكًا معى أحمد رفعت، مدير الكرة وقتها.

*وماذا بعد بطولة أفريقيا؟
تلقيت عرضًا آخر من نادي الوحدة السعودى براتب شهرى قدره 24 ألف ريـال، بالإضافة إلى 3 أشهر مقدمًا وسيارة فتركت الزمالك وسافرت، ومن هنا دربت عددا كبيرا في جدة والمدينة وأطلقوا على وقتها "مدرب الحرمين".

*هل استمريت كثيرا في السعودية؟
انهالت على العروض من كل الدول العربية منها قطر والإمارات واليمن وبعدها عدت إلى مصر ودربت عددا كبيرا من الفرق على رأسها أسمنت السويس والمنصورة والألومنيوم وكان آخرها تولي مسئولية قطاع الناشئين بالزمالك.

*مَن مِن اللاعبين كان موجودًا في قطاع الناشئين وقتها؟
محمد إبراهيم وحازم إمام الصغير وعمر جابر وعدد كبير منهم، ولكن هذا الثلاثي أنا من قدمتهم للفريق الأول.

*ما بطولاتك وأنت لاعب؟
حصلت على الدوري مرتين 1963 - 1964، 1964- 1965، كأس مصر: مرتين: 1960 – 1962.

*وأنت مدرب؟
حصلت مع الزمالك على دوري أبطال أفريقيا: عام 1984 وهي أول بطولة لدوري أبطال أفريقيا.
الدوري المصري: مرة واحدة 1983- 1983.كأس مصر: مرتان 1977 - 1999.

*من الأقرب للفوز بالدوري هذا الموسم؟
الدوري ما زال في الملعب ومن يقول إن فريقا حسم الدوري من الآن "واهم".. الدوري لا يزال طويلًا.

*من تراه الأفضل للزمالك والأهلي مدرب وطني أم أجنبي؟
في الوقت الحالي مدير فني أجنبي، كما أنه لا يوجد مدرب مخضرم في الوقت الحالي قادر على قيادة القطبين وده مش عيب في حق أحد لكن دائما القطبان يصلح لهما المدير الفني الأجنبي لسبب أن المدير الفني المصري الجمهور مش هيصبر عليه مثل الأجنبي.

*أفضل لاعبي جيلك وما بعدهم؟
حمادة إمام وصالح سليم من اللاعبين الكبار والجيل الحالي عبد الله السعيد من الأهلي وشيكابالا من الزمالك.

*ماذا تتوقع للمنتخب الوطنى؟
أتمنى صعوده إلى كأس العالم بروسيا بعد اجتياز تصفيات مونديال 2018 وكوبر مدرب جيد ويكفي أنه صعد لبطولة أمم أفريقيا بعد غياب عن آخر 3 نسخ.

*حدثنا عن رؤساء نادي الزمالك درويش وعباس ومنصور؟
كمال درويش حقق إنجازات كروية في كل الألعاب لم يحققها أي رئيس ناد ولكن لم يبن النادي، بينما فشل ممدوح عباس في إدارة النادي وانهار النادي في عصره رغم أنه صديقي فهو خارج الزمالك خدم الزمالك أكثر منه أثناء رئاسته له، أما مرتضى منصور فهو أسطورة وأنشأ ناديا من جديد وحاليًا يوجد ناد اسمه نادي الزمالك في عصره، ومرتضى منصور "ثائر" وشخصيته لنفسه لكن تجربته الحالية في الزمالك تعجبني جدا.

*ما رأيك في وزير الرياضة الحالي؟
أنا شايف أن وزير الرياضة يشتغل 24 ساعة ووزير كفء في منصبه وساعدنا كثيرا في جمعية اللاعبين القدامى.

*ماذا عن جمعية رعاية اللاعبين القدامي؟
تلقينا الدعم من عدد كبير من الأندية وهي أنشئت منذ 8 سنوات ونرعى 105 أسر، ويساعدنا في ذلك وزير الرياضة ووزير التضامن الاجتماعي لتكريم اللاعبين القدامى، ونحاول تكريمهم كل 3 أشهر في حال توافر سيولة مالية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية