رئيس التحرير
عصام كامل

البابا تواضروس من «الأسقيط».. يهنئ الشرطة ويتجاهل ثورة يناير.. يعدد أشكال التلمذة ووصايا الرهبان بحفظ النذور.. يؤكد لزوار الأديرة: المكان مش للفسحة ومبدأ أبو العريف كارثة


بعيدا عن ضجيج المدينة والزحام موطن وقصد الرهبان.. تبقى «الأسقيطـ» دار تعليم النسك ومكان الحياة الرهبانية في وادى النطرون، مقصد الباباوات للتوحد والصلاة حيث الأديرة ومأوى الرهبان، وقصدها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية الذي ترأس مساء اليوم، العشية – أحد الطقوس الكنسية، قبيل عظته الأسبوعية التي يلقيها بين الحين والآخر من كنيسة التجلى بالدير.


تهنئة الشرطة
وبدأ البابا عظته بالتهنئة لجهاز الشرطة ووزارة الداخلية في عيد الشرطة الـ 65، موجهًا التحية لهم مشيدا بجسارتهم في حفظ الأمن والنظام على أرض الوطن وتضحياتهم المستمرة.

تجاهل الثورة
ولم يتطرق بابا الكنيسة للحديث عن ثورة 25 يناير بأى صورة خلال حديثه بالعظة وسط حضور الأنبا صربامون رئيس دير الأنبا بيشوى، والأنبا ابيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار، ورهبان عدة من أديرة الجوار.

آباء البرية
وأشار البابا إلى أن الأيام الحالية تتذكر الكنيسة آباء البرية الأنبا أنطونيوس، أب جميع الرهبان، والقديسين مكسيموس ودوماديوس، والقديسة دميانة والأربعين عذراء، والأنبا بولا أول السواح – ممتلئة بتذكار مؤسسي الرهبنة.

البابا تواضروس – أوضح أن هناك نوعين للتلمذة، وهى أول عمل عكف عليه المسيح باختيار تلاميذه الرسل، مشيرا إلى التلمذة في البرية للذين يسكنون البراري والراهبات والرهبان، والتلمذة على البرية ومعنى بها الجميع رهبان أو زوار للأديرة.

أبو العريف
وقال البابا – إن حياة التلمذة أحد الأمور الهامة في حياتنا، ويحتاج الإنسان دائمًا لها، ولو شغل أعلى المناصب، لاسيما وأن خضوعه يعد أحد ملامح الاتضاع؛ واصفا من يرفض التلمذة ويدعى أنه "أبو العريف" بأنها كارثة.

تلمذة الحواس
بحسب البابا، التلمذة تكمن في كل حواس الإنسان لمن يهدف التعلم، العين والأذن وكافة حواس الإنسان تدعوه للتعلم سواء على المستوى الأسري أو الدراسة أو الكتاب المقدس والتعبد لله.

ويستند البطريرك للمثل الشعبى «اللى مربهوش أبوه وأمه تربيه الأيام والليالى» منوهًا بأن الأيام نفسها صارت كالمعلم للإنسان، مؤكدا أن التلمذة في البرية تحكمها عدة مبادئ أولها المسيح أو فضيلة العين الواحدة التي لا ترى أو تنشغل سوى بالمسيح، ليتمتع الراهب أو الراهبة بحياة ديرية صحيحة.

نذور الرهبنة
ثاني أمور التلمذة في البرية "نذور الرهبنة" الثلاثة الفقر الاختيارى، والطاعة، وحياة التبتل، ويعتبر البابا أنها قوام الحياة الرهبانية، ويقول: «صار الإنسان لا يعيش الثلاثة» وضرب مثالا بشخص يشيد بيتا دون قوام بالطبع تسكنة الحشرات، مشددا على أن الرهبان يعيشون التلمذة بالحفاظ على النذور وجعلها مسارات حياتهم اليومية التي لا يسمح بأن يكسر أو يخدشها أحد.

وأردف: "أن اختيار الحياة بالدير اختيارية ولذا علينا الانتباه لتكوين الدير من كيان ونظام وأخوة وأب راع أو أم راعية لو كان للراهبات، مشددا على ضرورة التعاون والسند بين الرهبان، أو الراهبات كلا منهما في أديرته".

رسائل للزوار
أما النوع الثانى هو التلمذة على البرية، ويقول البابا عنه: إنه أمر يخصنا جميعا وخاصة زوار البرية، فالزائرين للتلمذة وليس لتفقد أثر لأنه يطأ موضعا مقدسا تشبع بصلوات منذ القرون الأولى".

الدير مش فسحة
وأضاف: "الأديرة معالم سياحية وأحجار ومعالم أثرية، ولكنها مقدسة، وزيارة الأديرة ليست للفسح والتنزه إنما للجلسات الروحية، وأخذ المشورة من آباء الدير الذين خاضوا التجارب، والاشتراك في الصلوات بخشوع وغيرها".

وتابع: نسمي الأديرة جامعات روحية، وأشهر جامعات العالم كانت أديرة بالأساس ومنها جامعة أوكسفورد ولازالت فيها أماكن للرهبان ومطعم الرهبان وغيرها رغم أنها من القرن الـ 13".
الجريدة الرسمية