إسرائيل تستغل انشغال العالم العربي بقضاياه الداخلية.. تصدق على بناء 566 وحدة استيطانية ونقل السفارة الأمريكية للقدس.. خبراء: اختراق للقوانين الدولية.. والعرب تخلوا عن فلسطين
في ظل انشغال العالم العربي بقضاياه الداخلية ومحاربة الإرهاب، تعبث الأيادي الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ساعية لزيادة ارتكازها بأكبر قدر ممكن، وضم القدس لأراضيها، ضاربة بالقرارات الدولية عرض الحائط.
تفاصيل القضية
أعلنت السلطات الإسرائيلية أمس تصديقها على بناء 566 وحدة استيطانية بالقدس المحتلة، وذلك بعد أيام قليلة من تولي الرئيس الأمريكي الجديد ترامب منصبه رسميا، وتعهد بنقل السفارة الأمريكية لإسرائيل، مما اعتبره البعض احتقار السلطات الإسرائيلية للوطن العربي.
المفاوضات
وأدانت «الخارجية المصرية»، في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مساء أمس الثلاثاء، استمرار الأنشطة الاستيطانية وتسارع وتيرتها بما يقلل من فرص حل الدولتين، ويقوض الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام، وإحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضافت أن قرار بناء المستوطنات يتناقض مع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كونه يفرض أمرًا واقعًا يخالف مبادئ وقرارات الشرعية الدولية، مشددة على ضرورة التوقف عن الأعمال أحادية الجانب، وتكثيف المجتمع الدولي لجهوده من أجل تشجيع الطرفين على استئناف المفاوضات.
الانصراف العربي
يقول "حسين مراد" خبير العلاقات الدولية ووكيل معهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، في ظل ما يعاني منه الوضع العربي من انقسام، والانشغال بقضايا أخرى كسوريا وليبيا، انصرفت عن القضية الأساسية وهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، واستغل العدو الصهيوني ذلك الانشغال واتجاه إلى التصرف كيفما يشاء.
يرى "مراد" أن المصادقة على بناء 566 وحدة استيطانية بالقدس المحتلة، سياسة اعتادت إسرائيل على اتباعها، ببناء وحدات استيطانية في أراضي بعيدة عن المعترف بها دوليا، طبق اتفاقية 1967 التي نصت على الاعتراف بدولة إسرائيل مقابل أن تسمح ببناء فلسطين، وكذلك تحديد أملاك إسرائيل وإلزامها بعدم تخطيها، ولكن تل أبيب تضرب بتلك الاتفاقيات الدولية عرض الحائط، هادفة لقتل فكرة الدولتين، لتصبح فلسطين متقطعة الأوصال في الضفة الغربية كما حدث مع غزة، معتمدة على قوتها في ظل الضعف العربي، والتدعيم الأمريكي بنقل السفارة باعتبار أن القرار اعتراف رسمي بأن القدس عاصمة إسرائيل.
العلاقات الإسرائيلية
وعن العلاقات الإسرائيلية المصرية في ظل تلك الغيوم، يقول خبير العلاقات الدولية، لن تتأثر العلاقات بين الدولتين بتلك الممارسات الإسرائيلية، لأن مصر تعاني من مشكلات اقتصادية تحول دون تحمل المسئولية الفلسطينية بمفردها، فماذا ستفعل في ظل التعنت الإسرائيلي، وإخفاق دور منظمة المؤتمر الإسلامي والدول العربية، حتى كلمة الإدانة اختفت من القاموس العربي، مضيفا ستفعل إسرائيل كل ما تريد دون أي تعليق عربي، وحكم القدر على الفلسطينيين أن يحلوا مشكلات عدوهم بأنفسهم، ولا ينتظروا مساعدات العالم الخارجي محليا أو دوليا.
تعنت إسرائيلي
ومن جانبه، يرى "أيمن شبانة" خبير العلاقات الدولية والشئون الأفريقية بجامعة القاهرة، أن ذلك استمرار لملف التعنت الإسرائيلي، وعدم احترام القوانين، إلى جانب استغلالها للانقسام العربي وقضية تيران وصنافير والصحراء الغربية وسد النهضة وكذلك الانقسام الفلسطيني الداخلي، فلم تجد فرصة سانحة ومواتية أهم من هذه.
جس نبض
وأشار شبانة إلى أن ذلك محاولة لجس نبض أمريكي ورد فعل الرئيس الأمريكي الجديد ترامب وراء ذلك، إلى جانب اختبار الموقف الداخلي والعربي، مشيرا إلى أن الدول العربية لم تقف بجانب مصر في قرارها ضد إسرائيل؛ لأنهم في الوقت الحالي منشغلين بقضايا أخرى، والسعي للضغط على مصر من خلال سد النهضة.