رئيس التحرير
عصام كامل

كل ثورة وأنتم طيبون!!



بعد ست سنوات لايزال العيش صعب المنال، والحرية واحدة من الأحلام، والكرامة الإنسانية مهدرة على أبواب الأقسام.. لاتزال أطروحات الثورة محلك سر إلا من قليل.. لايزال الحلم يراود شعبا ثار وأسقط نظامين من أجل حريته، فلم يحصل إلا على قليل من كثير، غير أن الواقع تغير، والحال تبدل، وما كان مغامرة أصبح واقعا مسلما به، عندما تبدد الخوف واختفى في ظروف معلومة للقاصي والداني.


ست سنوات مضت، ولايزال الشعب يتحمل الصعاب من أجل وطن حر يسع الجميع، يكافح من أجل تحقيق الأهداف، يمارس الصبر مقدمة للوصول إلى الهدف الذي طرحه، والذي ضحي من أجله بالدم.. بعد ست سنوات لاتزال الشعارات كما هي، رغبة في عيش وحرية وعدالة اجتماعية.

ست سنوات مضت ولايزال الجوع يحاصر البسطاء، وقد ازداد الغنى غنى، والفقير فقرا، والمظلوم ظلما، والظالم غطرسة وجبروتا.. ست سنوات ونحن نفكر في السؤال المدهش والغريب والشاذ: هل كانت ثورة أم مؤامرة؟

المثير أن من يتهمونها بالمؤامرة هم من استفادوا منها، وأصبحوا بعدها في صدارة المشهد، ولولاها لما نالوا مانالوه، ولما فازوا بما فازوا به.. ست سنوات ونحن نخوض حربا ضارية ضد الحركة الشعبية التي أسقطت التوريث، وأسقطت الفساد، وأسقطت جماعات استغلال الدين.

ست سنوات حقق فيها الشعب نصرا فريدا على قوي الشيطان الإخوانية، ولم يفز بعد بما يستحق من مكافأة على إسقاط البعبع الساكن فينا منذ عام ١٩٢٨م ولم يحصل على حقه.. اختفى من المشهد كل صوت معارض، وضربت الأحزاب كما كانت تضرب طوال ثلاثين عاما من حكم مبارك، وحورب ويحارب كل من يرى غير ماترى السلطة.. ست سنوات ونحن نعود إلى ماوراء الخط الأسود، الحالك، الرجعي.. ست سنوات ونحن نغني لكيان يجهض كل يوم.. وأخيرا ست سنوات ونحن كما نحن.. نطعن في كل من يرى أن بلادنا تستحق أفضل مما هي عليه.
الجريدة الرسمية