رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أحمد سمير «عازف هارمونيكا على باب الله».. ناشر السعادة في وسط البلد «دبلوم تجارة غاوي عزف».. لقمة العيش تدفعه لبيع «المزيكا».. ويؤكد «أشتغل أحسن ما أمد إي


هو مشهد يمكن أن تراه في الكثير من دول العالم، عشرات الأفلام تناولته وقدمته كنوع من التقدم والتمدن، دولة تقدم الموسيقى في الشارع من خلال مواهب فنية لم تجد من يسمعها فقررت الذهاب للمواطن حيث يكون، وأن نشر الغناء في الشارع  يعد أمرا جيدا، الأشرار لا يغنون، والإرهاب يضعف كثيرًا أمام الموسيقى.


الثقافة الغربية لم تعد مقتصرة على دول أوروبا فقط، ثورة الاتصالات والانفتاح جعل الأفكار عابرة للحدود، لا فرق بين روما أو باريس أو وسط البلد التي بدأت تظهر فيها تلك الأفكار وإن كان لدوافع أخرى أبرزها «لقمة العيش».

وسط زحام شديد تتخلله أصوات المارة والسيارات، يجذبك المشهد للوهلة الأولى صوت موسيقى يملأ شوارع ميدان طلعت حرب، أشجار تلتف حولها أنوار متراقصة، قد تظن نفسك في أحد مشاهد فيلم «la la land»، وإن كان الفرق أن تلك الموسيقى لأغاني مصريين بداية من «عدوية» ووصولًا لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، تتعالى أصوات نغمات عشريني العمر الذي يمسك بيده اليمنى العشرات من آلات «الهارمونيكا» لبيعها، واليسرى تحمل واحدة يعزف من خلالها لينشر البهجة في أرجاء منطقة وسط البلد.

«بعزف موسيقى ومعنديش آلة» هكذا بدأ أحمد سمير صاحب الـ 26 سنة، حديثه لـ«فيتو» قائلا: «لم أتعلم العزف، بل كانت موهبة ولدت بها، لم أعزف أي آلة أخرى غير الهارمونيكا، لأنها الوحيدة القادرة على إخراج مشاعري، وتمكنني من التفاعل وسط المارة كي أكسب من خلالها رزقي».

الشاب العشريني الحاصل على دبلوم تجارة، لم يكن يدري أن الموهبة التي منحها الله له، ستكون مصدر رزقه في المستقبل كي يجلب قوت عائلته المكونة من أربعة أفراد، أبنائه الثلاثة محمد ذو الخمسة أعوام، وزياد صاحب ثلاث سنوات، ومروة البالغة عامين.

«أنا زي السواق اللي بيعرف يسوق بس مش معاه عربية» هكذا وصف أحمد حاله متابعا: «في صغري تعودت أسمع أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأسمهان وفريد الأطرش، وعدوية وغيرهم من فناني مصر، ومن هنا علقت في ذهني الألحان، ووجد العزف طريقه إلي من دون الآلات أو مدربين، فقط كنت أحمل الهارمونيكا وأقلد كل ما أسمعه، ومرة تلو الأخرى أتقنت العزف».

يستكمل سمير حديثه: «شغال بياع هارمونيكا على باب الله من 9 الصبح لـ11 بليل بدور في الشوارع، وببيع الواحدة بـ10 جنيهات، بيبعها للكل لما بعزف الناس بتتجمع نحوي، اللي عاوز يسمع أغان، واللي بيشتري حتى لو مش بيعزف بس عجبه الأغاني اللي بعزفها فيشتريها يجرب ويتعلم، وأهو ممكن في اليوم أطلعلي بـ100 جنيه، بس قصادها أكون بسطت الناس».

يختتم عشريني العمر حديثه قائلا: «نفسي في شغلانة محترمة، وعيالي يتعلموا تعليم كويس ومنحتجش لحد، كل اللي طالبه من ربنا حياة كريمة ليا ولعيالي وأدينا بنشتغل وربنا بيرزقها».
الجريدة الرسمية