رئيس التحرير
عصام كامل

شوارع لا ترى الشمس.. أزمة عقارات الموت بالإسكندرية مستمرة.. والمحافظ يرفض مواجهة مافيا العقارات المخالفة

عقارات الموت بالإسكندرية
عقارات الموت بالإسكندرية

‎مابين طمع المقاولين وإقبالهم على البناء المخالف دون النظر إلى النتائج الوخيمة من جهة، وأزمة الإسكان التى تدفع المواطنين إلى الشراء دون الاهتمام بوجود تراخيص البناء من جهة أخرى، إضافة إلى مشاكل الإيجار القديم، وظهور كواحيل البناء الذين تتم المخالفات بأسمائهم.


حول كل ما سبق تسير أزمة العقارات بمحافظة الإسكندرية بخطى ثابتة، حيث تشهد عروس البحر المتوسط حاليّا أزمة لا مثيل لها فى مجال التعديات والبناء المخالف، والتى تسببت فى مصرع عدد كبير من سكان الإسكندرية فى الشهور القليلة الماضية، ولبحث أسباب المشكلة والوقوف عليها، نزلت عدسة "فيتو" إلى عدة مناطق، والتى تكثر فيها المخالفات، ومنها منطقة بحرى، ومحرم بك، وسيدى بشر، وأبو العباس والتى تعدت العقارات به تسعة عشر طابقًا وأكثر, إضافة إلى كم هائل من العقارات الآيلة للسقوط.

فى البداية، أكد محمد الصفتى، مسئول عن تسويق وحدات عقار يتكون من ثمانية عشر طابقًا بمنطقة بحرى، أن وحدات العقار تم بيعها بالكامل، ولم يتبق سوى الطابق الخامس عشر والثامن عشر، مشيرًا إلى أن ثمن الوحدة يصل إلى 230 ألف جنيه. وقال: " إن الإقبال الشرائى كبير للغاية بالمنطقة، وهو ما يدفع أصحاب العقارات إلى تعلية أدوار زائدة، ولم لا والمشترى دائمًا موجود".

وأضافت همت على، إحدى ساكنات منطقة الحجارى، أن حل هذه المشكلة يتلخص فى الرقابة المشددة من الحى والمحافظ والمسئولين وتشديد العقوبة على المخالفين.

وقد اتفق معها عبد الله خليل - أحد السكان - حيث أكد أن الدور الأكبر يقع على عاتق المسئولين، الذين يجب عليهم القيام بحملات لرصد المخالفات فى جميع المحافظة لوقف المشكلة قبل إزهاق أرواح المزيد من المواطنين.

أما محمود الشال، وهو محام وأحد سكان حى محرم بك، فيرى أن الإيجار القديم يعد أحد أهم المشاكل التى تدفع ملاك العقارات إلى تعلية أملاكهم للحصول على أموال إضافية، نظرًا لتسكين باقى العقار بنظام الإيجار القديم الذى لا يدر عليهم سوى فتات الأموال، ويضيف أن تعديل قانون الإيجار القديم يعد أحد الحلول المطروحة للقضاء على ظاهرة أزمة العقارات.

ويذكر أن منطقة "الحجارى" التابعة لحى الجمرك قد شهدت انهيارات عدة فى الشهور الماضية لعدد من العقارات؛ حيث انهار العقار رقم 31 بشارع المسافرخانة بمنطقة الجمرك، مما أسفر عن مصرع 4 أشخاص وإصابة 8 آخرين، كذلك شهدت المنطقة انهيار 4عقارات بحارة البقطرية وقتما كان الدكتور أسامة الفولى، محافظا للإسكندرية، والتى تسببت فى مصرع 19 شخصًا.

بهذا تكون جولتنا فى أحياء الإسكندرية قد انتهت، ولكن لم تنته أزمة العقارات بعد، ومازالت كوارثها تقع علينا على فترات، لتزهق أرواح عدد من السكان، ونحن ندق ناقوس الخطر ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة وفعالة للقضاء على هذه المشكلة.
علمًا بأن المستشار محمد عطا عباس، محافظ الإسكندرية، قد رفض الإدلاء بأى أحاديث صحفية، مؤكدًا أنه مشغول، فى حين أننا ربما نراه يتفاعل مع الإعلام كلما انهار عقار هنا أو هناك بأحياء المحافظة الساحلية.
الجريدة الرسمية