رئيس التحرير
عصام كامل

أبو تريكة إرهابي.. وأنا كمان !


اختلط الحابل بالنابل وأصبحت أزمة وضع اللاعب محمد أبو تريكة ضمن الكيانات الإرهابية، تأخذ منحنيات مختلفة وغريبة ليست لها أي علاقة بالموضوع.. حيث هناك من تعاطف ودافع ومن هاجم ومن استغل الموقف ومن حرص على تصفية حسابات.. وللأسف الغالبية العظمى من كل هؤلاء لا يعلمون تفاصيل وحيثيات القرار الصادر من المحكمة.. وعلى رأي المثل:" كله هايص مع الهيصة".


وأنا هنا لن أتحدث عن قناعاتي الشخصية في أبو تريكة بحكم عشرتي الطويلة له عندما كان لاعبًا مغمورًا في الترسانة لا أحد يعرفه.. ولن أحكي بطولات أبو تريكة الخيرية مع الغلابة ولن أتطرق إلى نجومية اللاعب ولن أستفيض فيما قدمه اللاعب لمصر ولجماهير الكرة المصرية طوال السنوات الماضية.. كما أنني لا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث أو التعليق على حكم محكمة.. ولكن سأتطرق للموضوع من زاوية أخرى قد تكون محرجة لمن هم شنوا هجومًا شرسًا على أبو تريكة واتهمونا نحن المساندين لهذا اللاعب بأننا ننظر إلى أحكام القضاء على حسب الأهواء.

أقول لهؤلاء.. أنا موافق على تطبيق القانون مع أبو تريكة وغيره طالما أخطأ بحكم أن القانون أعمى لا يفرق بين هذا وذاك.. وأوافق على إدانة أبو تريكة إذا ما تم تقديم ما يثبت بالدليل القطعي أنه بالفعل يستحق أن يتم تصنيفه كإرهابي.. ولكن هل القانون بالفعل يطبق على الجميع في مصر؟!

ماذا فعل القانون أيها الجهابزة في القضية 250 الشهيرة بقضية التمويل.. ماذا فعل القانون بمن أثبت عليهم الحصول على تمويلات من أجل خراب مصر، وهم الآن يعيشون أحرار ومستمرين في مخططاتهم.. ماذا فعل القانون بمن شتم مصر وقال عليها دولة عبيطة.. ماذا فعل القانون بمن خرج علينا يهدد وقال:" أنا ممكن أولع في مصر".. ماذا فعل القانون مع وزير العدل السابق عندما خرج وسخر من أبناء الزبالين.. ماذا فعل القانون بمن تسبب في التشهير وإقالة وزير التموين بالاتهامات التي حتى الآن لا نعلم حقيقتها.. ماذا فعل القانون ودولة بحجم مصر بها 92 مليون بني آدم لم يستطع أحد فيها أن ينفذ حكم نهائي وبات من محكمة النقض منذ 6 شهور وحتى الآن؟..

ماذا فعل القانون بمن يخترق الحرمات الشخصية ليذيعها على الملأ.. ماذا فعل القانون بمن سب وشتم وزير الداخلية ورئيس الجمهورية وهدد الأمن القومي بتصريحات أقل ما توصف به أنها جنونية.. ماذا فعل القانون مع جهابذة الإعلام الفضائي الذين يخرجون علينا ناصحين ومحللين وعليهم قضايا وأحكام لشيكات بالملايين.. وماذا فعل القانون مع الكثيرين ممن ينتهكون القانون عيني عينك ليل نهار ولا أحد يجرؤ على الاقتراب منهم؟!

أنا واحد من الناس لا التزم بالقانون في بلدي لأن القانون لا يطبق إلا على الضعفاء، ولكن التزم به في البلد التي أعمل وأعيش فيها لأنه يطبق على الجميع.. فمن يريد أن يطبق القانون على أبو تريكة فلا بد أن يطبقه على الجميع.

أبو تريكة لا يحتاج مساندتي أو تعاطفي أو حتى الدفاع عنه ولكن أنا الذي أحتاج إلى الإقناع لأنني لن أبيع عقلي لأحد حتى لو وصفوني بأنني إرهابي بحكم دفاعي عن أبو تريكة الإرهابي.. لا اعتراض على حكم المحكمة ولكن من حقي رفضه والطعن عليه ومن حقي أيضًا المطالبة بتطبيق القانون على الجميع.. الكبير قبل الصغير!
الجريدة الرسمية