«الكلب المجنون» وراء توتر العلاقات بين بوتين وترامب.. وزير الدفاع الأمريكي يتبنى مواقف متشددة ضد روسيا.. عداؤه لإيران والصين يضعف العلاقات الثنائية.. وخلفيته العسكرية تجعله أكثر ميلًا لاستخد
خلال السنوات التي قضاها في الخدمة العسكرية، اتخذ الجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي الجديد، والملقب بـ"الكلب المجنون" في كثير من الأحيان موقفًا متشددًا تجاه روسيا، ويرى أن الولايات المتحدة يجب أن تعارض روسيا في المناطق التي تكون غير قادرة على إقامة تعاون مثمر بين البلدين.
حلف الأطلسي
وقال ماتيس: إن بوتين يحاول كسر حلف شمال الأطلسي، مضيفا أن الولايات المتحدة بحاجة إلى اتخاذ خطوات "للدفاع عن أنفسها، ومن ناحية أخرى، يدعم ماتيس الرئيس المنتخب دونالد ترامب في قراره لتحسين العلاقات مع روسيا، وفي هذه السطور نرصد كيف يمكن أن يُهدد وزير الدفاع الأمريكي الجديد العلاقات الروسية الأمريكية".
أوقات صعبة
من جانبه، قال فيكتور أوليفيش، خبير روسي في الشئون الأمريكية خلال تحليل لصحيفة "روسيا ما وراء العناوين"، في نسختها الإنجليزية، إن "ماتيس" ينتمي إلى تلك المجموعة من القادة العسكريين الأمريكيين الذين لديهم اتجاه عدائي تجاه إيران.
وأضاف أنه خدم في سلاح مشاة البحرية الأمريكية، ويعرف الجنرالات البحرية باتخاذ أكثر المواقف المعادية لإيران في القوات المسلحة الأمريكية، مشيرًا كذلك إلى أنه يتعين على الصين أن تتوقع إدارة صعبة من جانب ترامب.
ولفت إلى أن النذير الأول كان المكالمة الهاتفية الأخيرة بين ترامب والرئيس التايواني تساي إنج ون، وأعتقد أن المشاعر المعادية لإيران والمناهضة للصين في إدارة ترامب سوف تؤثر على مستقبل العلاقات الروسية الأمريكية، حيث إن كل من طهران وبكين شريكان استراتيجيان لروسيا.
ماتيس ليس سياسيا
وأشار الخبير في الشئون الأمريكية، بوريس ميزهويف، إلى أن شخصية ماتيس ليست سياسية وهو رجل عسكري، وهو الأمر الذي أثار الجدل عند تعيينه، حيث يتطلب من قانون تفويض الدفاع الوطني فترة انتظار لمدة سبع سنوات بين الخدمة الفعلية والخدمة في منصب وزير الدفاع، الذي هو منصب مدني وليس عسكريا، لأفراد الخدمة السابقين.
وأضاف "ميزهويف" أن "ماتيس" يصادف أنه أول رجل عسكري على رأس وزارة الدفاع الأمريكية منذ وقت طويل جدا، وجرت العادة أن يكون على رأس وزارة الدفاع شخص مدني، وكسر ترامب هذا التقليد.
وذكر أن ماتيس أظهر حتى الآن أنه أكثر ميلا إلى استخدام القوة العسكرية من ممارسة ضبط النفس، موضحًا أنه يعتقد أن إدارة ترامب ستكون صعبة جدا بالنسبة لروسيا، وينبغي ألا تشارك الدولة في تقسيم العالم جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة بدلا من ذلك، ينبغي أن تنظر إلى أبعد من مصالحها الخاصة.
وكان الجنرال جيمس ماتيس، قد قال في أول بيان له: إنه "لا يوجد أمة آمنة دون أصدقاء حولها،" وذلك بعد صدور قرار الكونجرس الأمريكي بالموافقة على تعيينه بهذا المنصب، إلى جانب الموافقة على جون كيلي وزيرا للأمن القومي الأمريكي.
وتابع ماتيس: "كل عمل نقوم به مصمم لتأكيد أن جيشنا مستعد للقتال اليوم وفي المستقبل،" لافتا إلى أن وزارة الدفاع ستعمل مع الخارجية الأمريكية على تقوية العلاقات مع الحلفاء، في الوقت الذي أكد فيه على العمل بالقرب من لجان الاستخبارات في البلاد.
يذكر أن ماتيس لُقب بـ"الكلب المجنون" بعد معركة الفلوجة في عام 2004 في العراق، حيث قاد القوات البريطانية والأمريكية ضد المسلحين العراقيين. وعزز ماتيس ذلك اللقب بتصريحات قوية، مثل إعلانه في عام 2005 في حلقة نقاش حول حركة طالبان أنه "من الممتع إطلاق النار على الناس".
