رئيس التحرير
عصام كامل

«لا تأكل اللحوم ولا تتزوج».. عادات الأرملة بقرى الثأر في الصعيد «تقرير»


تشتهر قرى محافظة قنا، بكثرة الخصومات الثأرية وارتفاع نسبة الأرامل، حتى أطلق الأهالي على بعض النجوع اسم "نجع الأرامل"، ودائما ما تبدأ الخلافات بالقرية بأشياء بسيطة مثل الخلاف بسبب شجرة أو لهو الأطفال، لتتحول إلى كارثة تلتهم الأخضر واليابس، وساهم الجهل المنتشر وغياب التعليم والفقر في تأجيج الأزمات الثأرية في الصعيد.


عادات الأرمل
قالت "م.ن" من نساء قرية الحجيرات، إن الأرملة لا تأكل اللحوم طوال حياتها بعد موت زوجها، وترتدي الثوب الأسود وتسير حافية القدمين، رافضة لأي مظاهر الاستمتاع بالحياة وتظل الأرملة تتغذى على الجبن القديم والخبز الفلاحي فقط.

وأوضحت "بهية محمد"، أرملة، أنها ظلت طوال حياتها لا ترتدي غير الثياب السوداء ولم تأكل اللحوم مدة 30 عامًا حتى أقنعها ابنها أن ما تفعله لا يجوز شرعًا، لكنها طردته من البيت وتعرض لحادث سيارة وكان بين الحياة والموت، فتقبلت الأمر وسافرت معه بعيدًا عن القرية حتى لا ينبذها الأهالي.

العمل بالزراعة والتجارة 
يوجد قرى في الصعيد ترفض عمل السيدات إلا بأراضيهن الزراعية أو تجارتهن اللاتي ورثنها عن أزواجهن، شريطة ألا تتزوج بآخر وإلا تصبح منبوذة وخرجت عن عادات أهل القرية.

عادات جاهلية
أكد أحمد رضوان "مهندس"، قائلا: "في القرية تربينا على بعض العادات والتقاليد التي يصعب تغييرها وهي رفض الأرملة للزواج من أي شخص بعد وفاة زوجها، وهي التي يجب أن تعمل بالأرض حتى يكبر أبناؤها، كما تعمل الأرامل بالتجارة ويجب أن يمشين حفاة الأقدام، مشيرا إلى أنه بالرغم من قوافل التوعية والندوات إلا أن الكثير ما زال متمسكا بهذه العادات الجاهلية التي لا تمت للدين بأي صلة.

مثلث الرعب
طالب يحيى محمد "محام" بضرورة تكثيف القوافل التوعوية والندوات التثقيفة التي تتحدث عن جرم هذه العادات وحرمانيتها، مؤكدًا أن هذه العادات جاءت نتيجة الجهل والفقر والتخلف وهو مثلث الرعب في قرى الثأر بالصعيد.
الجريدة الرسمية