رئيس التحرير
عصام كامل

«التماسيح ثروة قومية تبحث عن مستثمر».. مصدر للعملة الصعبة.. مزرعة بأسوان لتربيتها.. مصر لديها الآلاف وسوقها رائج بالخارج في صناعة الجلود.. استمرار مخاوف المواطنين


ظلت التماسيح ثروة مهدرة بمصر طيلة السنوات الماضية، ولكنها مصدر للعملة الصعبة حال استثمارها من قبل الدولة وهو ما أكده خبراء معنيون بالشأن البيئي لـ «فيتو»، بعد أن عرضوا مقترحات مفادها إمكانية تحويل التماسيح من مصدر خطر وتهديد للثروة السمكية إلى مصدر خير.


الثروة السمكية
وكشف الدكتور محمد عيسوي، مدير محميات المنطقة الشمالية بوزارة البيئة، عن مقترح مشروع مزرعة تماسيح بأسوان، قائلا: "وجود التماسيح وتكاثرها ببحيرة ناصر يؤثر سلبًا فى الثروة السمكية بالبحيرة لأن التماسيح تتغذى على الأسماك مما يؤثر فى الحياة المادية للصيادين، الأمر الذي أدى إلى قيام وزارة البيئة بتقديم مقترح لمجلس الوزراء وتمت الموافقة عليه لإنشاء مزرعة كبيرة لتربية التماسيح واستثمارها".

تصدير للخارج
وأوضح عيسوي أن ما سيتم تصديره هو جلود التماسيح والاستفادة منها، حيث يصل تكلفة بيع جلد التماسح الواحد إلى مئات الدولارات، ومصر تمتلك الآلاف من أعداد التماسيح مختلفة الأحجام من نصف المتر إلى 9 أمتار، مشيرًا إلى أن التماسيح تتكاثر بصورة سريعة، وأن الصيادين أكدوا لخبراء البيئة أن أعداد التماسيح زادت بكثرة خلال الفترة الأخيرة.

مصدر للعملة الصعبة
وتابع، مدير محميات المنطقة الشمالية بوزارة البيئة، أن التماسيح مثلما تتكاثر تتعرض أعداد منها للنفوق ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك، وهى تعمل على التوازن البيئي، وفي حالة استثمارها ستجلب العملة الصعبة، فالدول الأوروبية على وجه خاص تعرف بالتجارة في جلود التماسيح وتستوردها وحان الوقت للاستثمار فيها، لافتًا إلى إجراء دراسة بشأن التجارة في التماسيح، وهل سيتم تصديرها بالكامل أم جلود فقط أم تصديرها دون عظام، وتشمل الدراسة تغذيتها بالمزرعة المقرر إنشاؤها.

خطر برمائي
وأوضح عيسوي أن التماسيح خلال الفترة الأخيرة مثلت خطرًا وذعرًا بأسوان بسبب أنها ليست بحرية فقط، بل هي أيضًا برمائية وتفضل الوجود بالأماكن التي تحتوي على عشش وحشائش، ومن الممكن أن تظل لفترة تصل إلى 10 أيام خارج المياه ثم تعود للبحيرة مرة أخرى.

إمكانية النقل
وعن نقلها قال مدير محميات المنطقة الشمالية، إن الكثير من الصيادين في محافظة أسوان لديهم الكفاءة في اصطياد التماسيح ونقلها بصورة سليمة، بالإضافة إلى وجود خبراء لديهم نفس القدرات، مع الأخذ في الاعتبار أن التماسيح حيوانات مهاجمة ذات فك قوي جدًا، ويمكنه إصابة الإنسان ويتمتع التمساح بذيل في غاية الخطورة.

وأوضح عيسوي أن دولا تمتاز بأنواع تماسيح تصل إلى 11 مترًا؛ بسبب وجود بيئة ملائمة لتربية التماسيح، خاصة أوغندا والكونغو، مشيرا إلى أنه في حالة إقامة هذه المزرعة ستعود على مصر بالعملة الصعبة.
الجريدة الرسمية