رئيس التحرير
عصام كامل

البرادعي في الجزء الثاني من حواره بـ«العربي»: أمريكا هددتني بحملة شرسة في وسائل الإعلام العالمية.. أوباما أشاد بأسلوب عملي في وكالة الطاقة الذرية.. ولم نجد أسلحة دمار شامل في العراق


استكمالًا لحواراته التي يجريها مع قناة "العربي"، تحدث الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية سابقًا، في الجزء الثاني خلال لقائه ببرنامج "وفي رواية أخرى"، عن كواليس رئاسته لوكالة الطاقة الذرية وأهم الضغوطات التي واجهته في هذه الفترة.


قال البرادعي: "إن الدول العربية قبل غزو العراق في 2003 كانوا في موقف المتفرج، وأن القوات التي خرجت لضرب العراق كانت من بعض الدول العربية".

التواصل مع العراق

وأضاف أنه لجأ للرئيس مبارك واللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية الأسبق، وطلب منهما التواصل مع العراق، متابعًا: "اللواء عمر سليمان أخبرني أنه سيتواصل مع رئيس المخابرات العراقية، والرئيس مبارك كان دائمًا يقول إن صدام ضحك عليّ في حرب الكويت، وكمان الرئيس مبارك قال إن صدام عنده أسلحة بيولوجية ويخفيها بالمدافن".

وقال "البرادعي": "إن أمريكا أبلغته أن إسرائيل ضربت منشأة نووية سورية، وأنها طالبته بالتفتيش في سوريا"، مضيفًا: "سألتهم طب أفتش على حاجة بعد ما انضربت واتشال أثرها إزاي؟، وتسبب هذا السؤال في طلب رسمي من قبل إسرائيل لإقالتي من الوكالة واتهتمني بأني متحيز، إلا أن أوباما كان معجبًا بأسلوب عملي".

واستكمل: "جاك شيراك راجل محترم"، مشيرًا إلى أن فرنسا وألمانيا أخذا موقفًا عظيمًا خلال مناقشات مجلس الأمن حول أسلحة الدمار الشامل في العراق".

فرنسا وألمانيا

وتابع: "أن فرنسا وألمانيا رأيا الحقيقة ولم يكن لديهما أي هدف من ضرب دولة عربية، أو الدخول في حرب غير مبررة"، مضيفًا: "كنا عاملين زي تجار الشنطة أنا وهانز بليكس، مدير عام وكالة الطاقة الذرية، ما بين مجلس الأمن، وما بين بغداد، ثم بعد ذلك إلى الدول الكبرى، نلف نقولهم يا أخونا إحنا مش شايفين أسلحة دمار شامل أو نووي، وهما بيقولوا فيه أسلحة وعاوزين يخشوا في حرب".

وأشار إلى أن تقريره بشأن وجود أسلحة دمار شامل بالعراق، أوضح أن كل المعلومات الواردة عن وجود أسلحة دمار شامل، غير صحيحة ومزورة، لافتًا إلى أن غزو العراق لأمريكا كان سيحدث في كل الحالات؛ لمعاقبة العرب جميعًا، بعد أحداث 11 سبتمبر، وأنها كانت تسعى لإثبات مسألة أسلحة الدمار؛ لتكون ذريعة لغزوها أمام العالم.

واستكمل: "أمريكا هاجمت وكالة الطاقة الذرية، بعد تقريرها بشأن العراق، وبعد أن وصف المحافظين الجدد في الولايات المتحدة بـالمجانين"، متابعًا: "نحن لم نجد أي شيء بالعراق، سوى قواعد فارغة، وبنية تحتية مهلهلة".

تهديد أمريكا

وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية طالبته بإخلاء مفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل، قبل بدء عملية ثعلب الحصراء في العراق للحفاظ على سلامتهم، مضيفًا: "أن كوفي أنان أمين عام الأمم المتحدة سابقًا فوجئ بعدما أخبره بهذا الأمر"، متابعًا: "بعد العملية في 1998 أصبحت البنية التحتية للعراق مهلهلة، بعكس التي رأيتها في 1991".

ولفت إلى أن أمريكا هددته في إحدى المرات عندما قدم ورقة لمجلس الأمن دون علمها، وأن السفير الأمريكي في فيينا، أعرب عن غضبه وهدده بـ"تجريسه" في وسائل الإعلام العالمية.
الجريدة الرسمية