رئيس التحرير
عصام كامل

البرادعي في مزبلة التاريخ (1)


المعارضون والمزايدون والمتبدلون هم هم في كل زمان ومكان.. اعتادوا على المعارضة من أجل المعارضة والمزايدة من أجل المزايدة، لا يهمهم المصالح العليا للوطن بقدر ما يهمهم مصالحهم وأجنداتهم الخاصة، ونحمد الله أن هؤلاء نفر قليل كشفهم الشعب ولم يعد يعيرهم بشيء.


الغريب أن هؤلاء سواء كانوا من الساسة أو من الإعلام انتقدوا إذاعة تسريبات البرادعي.. ولم ينتقدوا ما جاء بالتسريبات التي أهان فيها البرادعي مصر وأهلها.. الشيء نفسه فعلوه عندما توقف برنامج إبراهيم عيسى، رغم اعتذاره عن استمرار البرنامج ولم يقل لنا من أوقف البرنامج.. لم ينتقدوا أخطاء إبراهيم عيسى، وتحويل برنامجه إلى منبر سياسي وليس إعلامي وإهانته للبرلمان ونشر الأكاذيب والإحباط.

لو أن هناك جائزة لسلاطة اللسان لفاز بها محمد البرادعي عن جدارة واستحقاق.. فكم البذاءات والشتائم التي حوتها مكالماته التي جرى تسريبها وإذاعتها عبر إحدى الفضائيات، بصرف النظر عن شرعية أو عدم شرعية تلك التسريبات، تنم عن مدى ما وصلت إليه أخلاقه وسوء تصوراته للآخرين سواء كانوا معه أو ضده.

أظهرت التسريبات أن البرادعي رجل متعالٍ متغطرس لا يعجبه أحد، بل الأدهى أنه متناقض إلى حد النصب السياسي.. فهل يتصور أنه جاء من غربته ليخدع المصريين، ويمزق مصر ويخربها مثلما خرب العراق بتقارير مزعومة اتهمت هذا البلد الشقيق بامتلاك أسلحة نووية، أوجدت مبررًا ومسوغًا لضربه وإضعافه.

البرادعي لم يترك أحدًا إلا وسبه وشتمه بأقذع الألفاظ والأوصاف يستوي فيه ذلك نشطاء الثورة وأنصاره و حواريوه.. والساسة و المختلفون معه في الرأي والتوجه، فهذا متخلف وزبالة.. وذاك حمار وغبي.. وللأسف بلغ التطاول مداه ليصيب رذاذه شخصيات سياسية وإعلامية، في مقدمتهم عمرو موسى وحمدين صباحي والدكتور أحمد زويل والسيد البدوي رئيس حزب الوفد ومنى الشاذلي وعمرو أديب وغيرهم، ممن أتصور أنه ينبغي لهم أن يخرجوا للشعب المصري الآن ليدافعوا عن أنفسهم و يدحضوا افتراءات البرادعي وادعاءاته وتطاوله عليهم، وأن يعلنوا مواقفهم من هذا السياسي النصاب الذي هرب من مصر، متخليًا عنها في أحلك الظروف بعد ثورة 30 يونيو، ليزايد على فض اعتصام رابعة العدوية و يتاجر بالقضية لتأليب العالم ضد مصر.
ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية