رئيس التحرير
عصام كامل

2017 عام التحديات الخارجية.. ميركل تزور القاهرة.. هولاند يبحث مع السيسي مكافحة الإرهاب.. بوتين يؤكد استئناف الرحلات الجوية.. ترامب يدعو الرئيس لزيارة واشنطن.. وبريطانيا تترقب


يسعي الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال عام 2017، إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية في العلاقات المصرية مع أمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، من خلال سياسة خارجية قائمة على عدد من المحاور، بينها التحرك بشكل مكثف في كافة الدوائر الحيوية بالنسبة لمصر، وشرح وجهة النظر المصرية والدفاع عنها والتمسك باستقلالية القرار المصري، والتأكيد على عدم التبعية والاستعداد للشراكة مع الجميع في إطار الاحترام المتبادل، واستعادة مصر لدورها في محيطها الإقليمي عربيا وأفريقيا، والتواجد على مستوى القمة في كافة المحافل الإقليمية والدولية، والانطلاق نحو الشرق بأفق جديد لإعادة الاتزان لسياستنا الخارجية، والتأكيد على الثوابت المصرية تجاه القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، والاستفادة من تجارب الدول المختلفة في التنمية.


القوى العظمي
وفى إطار تعزيز العلاقات مع القوى العظمي أجرى الرئيس السيسي، صباح اليوم الجمعة، اتصالًا هاتفيًا مع المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" في إطار التشاور الدوري بين الجانبين حول مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث تم خلال الاتصال تبادل التعازي في ضحايا العمليات الإرهابية التي شهدها البلدان مؤخرًا، والتأكيد على التضامن في مكافحة الإرهاب الذي يستهدف أمن وسلامة المواطنين الأبرياء.

الاعتداءات الآثمة
وأعرب الجانبان عن إدانتهما لهذه الاعتداءات الآثمة، التي تتطلب من جميع الدول والشعوب المحبة للسلام مزيدًا من التكاتف والتعاون للتصدي لها.

العلاقات الثنائية

وتناول الاتصال مناقشة العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وألمانيا، وحرص البلدين على دفع هذه العلاقات قدمًا وتطويرها في كافة المجالات، وخاصة في ضوء الإعداد لزيارة المستشارة الألمانية لمصر خلال الربع الأول من العام الجاري، والتي ستمثل دفعة قوية لتعزيز العلاقات بين البلدين.

مصر وألمانيا
وتتمتع مصر وألمانيا بمكانة كبيرة ومهمة، فكل منهما له ثقل سياسي واضح في المحافل الدولية داخل المنطقة الإقليمية والجغرافية، التي تنتمي إليها الدولتان.

مصالح مشتركة

كما تربط بين البلدين اهتمامات ومصالح مشتركة ثنائيًا ودوليًا، منها عملية السلام بالشرق الأوسط والعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي والتعاون الأورومتوسطي، لذلك تتسم العلاقات بين البلدين بالقوة والصداقة، فضلًا عن كون مصر تشهد طفرة إيجابية مؤخرًا، خلال فترة حكم الرئيس السيسي.

فرنسا

كما تلقى الرئيس السيسي الأربعاء الماضي 11 يناير اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

وأعرب رئيس فرنسا خلال الاتصال عن تقدير بلاده لتسليم رفات ضحايا الركاب الفرنسيين، الذين لقوا مصرعهم خلال حادث سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس، إلى ذويهم، مؤكدًا امتنان أسر الضحايا لهذا الإجراء، ومشيدًا بالتعاون القائم بين الجانبين على مستوى الخبراء.

زخم مستمر
كما أشاد الرئيس الفرنسي خلال الاتصال بما تشهده العلاقات المصرية الفرنسية من زخم مستمر وتطورها على مختلف الأصعدة، مؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ومن جانبه، أعرب الرئيس خلال الاتصال عن حرص مصر على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع فرنسا في مختلف المجالات، مؤكدًا قوة ومتانة العلاقات المصرية الفرنسية.

كما أكد الرئيس ضرورة مواصلة التنسيق بين البلدين لدفع الجهود الدولية الرامية إلى التوصل لتسويات سياسية للأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة.

العلاقات الثنائية
وتم خلال الاتصال التباحث حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، فضلًا عن مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الوضع في ليبيا وسبل الدفع قدمًا بجهود استعادة الاستقرار في هذا البلد الشقيق.

روسيا
كما تطورت العلاقات المصرية الروسية خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين، والتي تمتد إلى أكثر من 70 عامًا.

بوتين
وحدث اتصال هاتفي بين الرئيس السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب خلاله الرئيس السيسي عن خالص التعازي في مقتل السفير الروسي في أنقرة، معربًا عن تضامن مصر مع روسيا، قيادةً وشعبًا، ووقوفها إلى جانبها في مواجهة قوى الإرهاب الآثم ومساعيها لزعزعة استقرار الدول وترويع الأبرياء.

الأحداث الإرهابية
وأكد الرئيس أن الأحداث الإرهابية التي وقعت في أماكن متفرقة حول العالم خلال الفترة الماضية تؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب واتخاذ خطوات فعّالة في هذا الاتجاه.

وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن شكره وتقديره لتعازي ومواساة الرئيس السيسي مؤكدًا ما يعكسه ذلك من قوة ومتانة العلاقات المصرية الروسية، وأهمية العمل على تنميتها بمختلف المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب.

وأضاف الرئيس "فلاديمير بوتين" خلال الاتصال أن الجانب الروسي يعتزم استئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو قريبًا، وذلك في ضوء ما خلصت إليه التقييمات الأمنية والفنية التي تعاون بشأنها الجانبان المصري والروسي.

ورحب السيسي بهذا القرار، معربًا عن تطلعه لمواصلة العمل على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة.


عودة الدفء

ومن المتوقع أن يشهد عام 2017، مع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مقاليد الحكم، عودة الشراكة الإستراتيجية في العلاقات المصرية – الأمريكية.

وشهدت الفترة الماضية عودة الدفء في علاقة البلدين التي بدأت مع استئناف الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي على مستوى وزراء الخارجية بين مصر والولايات المتحدة لأول مرة منذ عام 2009 بالإضافة إلى زيارات وفود الكونجرس الأمريكى الأخير لمصر خلال العام الجاري كما رحبت واشنطن بجهود مصر لتبني حزمة إصلاحات اقتصادية مهمة بدعم من صندوق النقد الدولى.

المؤشرات الجيدة
ومن المؤشرات الجيدة على تلك المكالمة التي تلقاها الرئيس السيسي الشهر الماضي من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تم التطرق خلاله إلى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مسئولياتها بشكل رسمي، حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تشهد المرحلة المقبلة تناميًا ملحوظًا يشمل جميع جوانب العلاقات الثنائية، وتعاونًا في كافة المجالات التي تعود على شعبي البلدين بالمصلحة والمنفعة المشتركة.

الأوضاع الإقليمية
كما تم خلال الاتصال التباحث حول الأوضاع الإقليمية وتطوراتها المتلاحقة التي تنبئ بتصاعد التحديات التي تواجه الاستقرار والسلم والأمن الدوليين، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي يعزز من أهمية التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في سبيل التصدي لهذه المخاطر.

الاستيطان الإسرائيلي

وفي هذا الإطار، تناول الاتصال مشروع القرار الذي طرح أمام مجلس الأمن حول الاستيطان الإسرائيلي، حيث اتفق الرئيسان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية.

زيارة الولايات المتحدة

في ختام الاتصال، أبدى الرئيس الأمريكي المنتخب تطلعه لقيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الولايات المتحدة في القريب العاجل؛ لتبادل الرؤى بين البلدين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك تجاه قضية السلام في الشرق الأوسط.

بريطانيا
كما عقد الرئيس السيسي الأسبوع الماضى جلسة مباحثات مع أليكس يانجر رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية، بحضور خالد فوزي رئيس المخابرات العامة.

وأكد رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية أن بلاده تنظر لمصر باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن تكثيف التعاون الأمني بين مصر والمملكة المتحدة يكتسب أهمية خاصة في تلك المرحلة، التي تتعرض فيها منطقة الشرق الأوسط وكثير من دول العالم إلى موجات متزايدة من الأعمال الإرهابية.

الإرهاب
وقال الرئيس إن مصر تقدر علاقاتها مع المملكة المتحدة، وتتطلع إلى تدعيمها والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تعود بالنفع على كلا البلدين، خاصة في ضوء تنامي التحدي الذي يمثله الإرهاب، وعدم اقتصاره على منطقة الشرق الأوسط فقط.

موقف مصر
وأشار الرئيس في هذا الصدد إلى أن مواجهة الإرهاب تتطلب منهجًا شاملًا لا يميز بين الجماعات الإرهابية، ويعمل على التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه بكافة صورها، سواء على المستويين الأمني والعسكري أو من خلال النواحي السياسية والاجتماعية والثقافية.

كما تطرق الاجتماع إلى بحث الأزمات القائمة في منطقة الشرق الأوسط، وأكد يانجر اهتمام بلاده بالتعرف على الرؤية المصرية إزاء تسوية أزمات المنطقة.

وفي هذا الإطار شدد الرئيس على موقف مصر المستند إلى دعم الحلول السياسية للأزمات القائمة، وذلك في إطار من احترام سيادة دول المنطقة ووحدة أراضيها، وبما يصون كياناتها ومؤسساتها ويحافظ على مقدرات شعوبها.


تريزا ماي
كما التقى الرئيس السيسي بنيويورك، رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي وذلك على هامش مشاركتهما في اجتماعات الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكد الرئيس تطلع مصر لتحقيق انطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وفضلًا عن التعاون مع الحكومة البريطانية الجديدة على كافة المستويات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين.

وعبرت "تريزا ماي" عن خالص تقديرها لتهنئة الرئيس بمناسبة توليها منصبها الجديد.

وأكدت رئيسة الوزراء البريطانية تطلعها للعمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، معربةً عن حرص بلادها على تقديم المساعدة اللازمة لدعم جهود النهوض بالاقتصاد المصري، بما في ذلك زيادة الاستثمارات البريطانية في مصر، لا سيما في ضوء أن المملكة المتحدة تعد أكبر دولة مستثمرة في مصر.

وأشارت رئيسة وزراء المملكة المتحدة إلى أهمية مصر باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن جهودها في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدةً حرص الحكومة البريطانية على تعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال.

الزيارات المتبادلة
وتوالت خلال فترة الرئيس السيسي العديد من الزيارات المتبادلة واللقاءات مع زعماء أمريكا وألمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا؛ لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات ناقشت العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع الإقليمية والدولية والوضع في الأراضي الفلسطينية.

وجاءت الزيارات المتبادلة في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وتلك الدول، وتعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الوطيدة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا.

القمم المصرية

وكانت القمم المصرية مع زعماء تلك الدول فرصة لتعزيز التعاون بين مصر وتلك الدول في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث تم بحث الفرص وجذب استثمارات جديدة مع ممثلي مجتمع الأعمال الفرنسي والمتخصصين في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن قطاعات الطاقة والطيران والدفاع والنقل والبنية التحتية والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

تعزيز العلاقات

وبحثت القمم واللقاءات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا دعم التعاون بين مصر وفرنسا في الأطر والمنظمات الدولية متعددة الأطراف فضلًا عن العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
الجريدة الرسمية