رئيس التحرير
عصام كامل

600 مليون جنيه خسائر شركات السياحة بعد وقف رحلات العمرة «تقرير»


دخلت رحلات العمرة نفق الحكومة المظلم، وأصبح تنفيذ الرحلات التي تنقذ أكثر من 2000 شركة سياحية من الإفلاس ثم الإغلاق حلما صعب المنال، على الرغم من قيام السعودية بتأجيل تطبيق الرسوم الجديدة إلى الموسم القادم .


جاء ذلك بعد أن تم وضع رحلات العمرة في موقع الاختيار الصعب مابين العمرة أو الدواء والقمح، في ظل الوضع الاقتصادي الحرج الذي تمر به مصر حاليا، بعد تعويم الجنيه وترشيد إنفاق العملات الأجنبية إلى أقصى حد ممكن.

اقرأ: العمرة تدخل في نفق مظلم.. راشد يتجاهل مطالب شركات السياحة الدينية

وارتفعت خسائر الشركات السياحية إلى 600 مليون جنيه حتى الآن، بسبب وقف رحلات العمرة، وذلك طبقا لتقديرات خبراء السياحة الدينية وبلغ عدد المصريين الذين أدوا العمرة في مثل هذا الوقت من العام الماضى حوالى 600 ألف معتمر وبلغ متوسط تكلفة الرحلة 10 آلاف جنيه، وبذلك يكون إجمالي تكلفة رحلات العمرة في مثل ذلك الوقت هذا الوقت 600 مليون جنيه.

وأكد الخبراء أن تلك الخسائر تم حسابها طبقا لهامش الربح بواقع 10% من تكلفة البرنامج، وبذلك كمتوسط لهامش الربح الذي تحدده وزارة السياحة بحد أقصى 15 % على جميع رحلات السياحة الدينية سوء الحج والعمرة.

وقال الخبراء: إن تلك الأرباح التي كانت تحصل عليها الشركات نتيجة تنظيم رحلات العمرة يتم إنفاقها في دفع رواتب العاملين في الشركات السياحة والضرائب على الأرباح والرسوم المقررة على العمرة يوقع 110 جنيهات على كل معتمر، بالإضافة إلى مصروفات تشغيل من مياه وكهرباء .

وكانت رحلات العمرة قد توقفت هذا العام بسبب الرسوم الجديدة التي طبقتها السلطات السعودية في بداية الموسم بواقع 2000 ريـال على كل معتمر الأمر الذي كان سيرفع تكلفة العمرة وبعد أن أجلت السلطات السعودية تطبيق الرسوم الجديدة إلى الموسم القادم اصطدمت رحلات العمرة في مصر بالتغير الاقتصادية الناتجة عن تحرير أسعار الصرف وتعويم الجنيه.

الأمر الذي أدى إلى انخفاض قيمتها بصورة كبيرة أمام العملات الأخرى وسعي الحكومة لتخفيض النفقات من العملات الأجنبية إلى أدنى حد ممكن وكان العمرة على قائمة المجالات التي استهدفهتا لترشيد نفاقات المصريين من العملات الأجنبية.

وأكد أصحاب الشركات ارتفاع أسعار العمرة سيكون بصورة كبيرة تصل إلى 95% مقارنة بالعام الماضي نظرا لارتفاع سعر الريـال الذي كان يمثل سعره في موسم الذروة رجب شعبان رمضان 2،80 قرشا بينما حالا يسجل 5 جنيهات ما أدى إلى ارتفاع أسعار العمرة .

وتبدأ من 6 آلاف و500 جنيه وبالنسبة لبرامج الطيران الاقتصادى تبدأ من 9 آلاف جنيه وسيكون السكن على بعد 2 كليو متر من الحرم المكى أما بالنسبة لبرامج الأربع والخمس نجوم ستبدأ أسعارها من 13 ألف جنيه وتلك البرامج ستكون قريبة من الحرمين الشريفين.

الخبراء من أصحاب الشركات السياحية العاملة في العمرة وقيادات الغرف أكدوا دعمهم الكامل للاقتصاد القومى، والالتزام بجميع الإجراءات التي تطبقها الحكومة لدعم الاقتصاد، حتى يسترد الجنيه المصرى قيمته أمام العملات الأجنبية.

ولكنهم طالبوا بمراعاة عشرات الآلاف من العاملين في الشركات السياحية المعرضين للتسريح، بسبب اعتماد الشركات على السياحة الدينية وخاصة العمرة للاستمرار في السوق، والإبقاء على العمالة، وذلك في ظل الأزمة التي تواجهها مصر في السياحة الخارجية منذ أكثر من 6 سنوات.

محمد عثمان: 50 % نسبة الإشغالات الفندقية بالأقصر

وطالب الخبراء الحكومة بإيجاد آلية لتحقيق التوازن بين مصلحة الاقتصاد القومي والعاملين بالشركات السياحية، التي تعتمد بشكل كامل على رحلات العمرة، بالإضافة إلى المواطنين الراغبين في أداء مناسك العمرة خلال الموسم الحالى.

وذلك قبل تطبيق الرسوم الجديدة بقيمة 2000 ريـال اعتبارا من الموسم المقبل، الأمر الذي سيضاعف أسعار رحلات العمرة، ولن يكون بقدرة المواطنين محدودي الدخل تأدية المناسك.

واقترح خبراء السياحة الدينية أن يتم فتح رحلات العمرة مع تحديد سقف لأعداد المعتمرين بشكل يسمح للشركات السياحية بالاستمرار في العمل، وعدم تسريح العمالة، وفى نفس الوقت الحد بصورة كبيرة من حجم إنفاق المصريين على العمرة، حيث مضت ثلاثة أشهر على بدء الموسم، ولم يتبق سوى أشهر يتم خلالها تحديد كوتة شهرية للمعتمرين من قبل وزارة السياحة.

كما أن إنفاق المصريين على المشتريات خلال العمرة سيكون معدوما في ظل ارتفاع أسعار الريـال أمام الجنيه، وبالتالى فإن أسعار الهدايا التي يحرص المعتمرون على شرائها من السعودية ستكون بثلاثة أضعاف ثمنها في مصر.

من جانبه، قال عادل شعبان، عضو غرفة شركات السياحة: إنه يجب على الشركات السياحة النظر إلى مصلحة الدولة، وليس في مصلحة الشركات تنفيذ رحلات العمرة فقط، لافتا إلى أن الشركات تحملت الكثير من الأعباء، في ظل وقف السياحة الخارجية والداخلية ولحقت بهم أيضا السياحة الدينية التي يعول عليها 95% من الشركات السياحية.








الجريدة الرسمية