رسائل السيسي للشعب الليبي.. ندعم وحدة واستقرار البلد الشقيق.. نحترم إرادة الشعوب.. نعمل على حل الأزمة دون تدخل خارجى.. نسعى لتوفير البيئة الملائمة للحوار
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة جلسة مباحثات مع فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبى وأكد الرئيس موقف مصر الثابت من دعم وحدة واستقرار ليبيا واحترام إرادة شعبها الذي تربطه بالشعب المصرى علاقات وثيقة ممتدة عبر التاريخ.
أشار إلى سعى مصر لدعم الوفاق بين مختلف طوائف الشعب الليبى وإيجاد حل ليبى خالص يرسخ دعائم المؤسسات الوطنية الليبية بدون أي تدخل خارجى.
تسوية الأزمة
وأعرب أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي عن تقديره لدور مصر الإيجابي والبناء في تسوية الأزمة التي تمر بها بلاده، مؤكدًا خصوصية العلاقات بين البلدين الشقيقين وتثمين ليبيا للجهود المصرية الرامية إلى تحقيق الأمن في ليبيا ووحدة أراضيها، وحرصها على مصالح الشعب الشقيق في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.
تطورات الأوضاع
واستعرض فايز السراج خلال اللقاء التطورات الجارية على الساحة الليبية معربًا عن تقديره لجهود مجلس النواب الليبي في مناقشة الاتفاق السياسي، حيث أكد السراج أهمية التفاوض حول النقاط الأساسية في الاتفاق سعيًا للوصل إلى توافق وتحقيق المصلحة العليا للدولة الليبية، بما يحفظ وحدة أراضيها وسلامة أبنائها بدون إقصاء لطرف على حساب الآخر.
الحوار
من جانبه أكد الرئيس أن مصر لن تألو جهدًا من أجل توفير البيئة الملائمة للحوار بين الأشقاء الليبيين ومساعدتهم على تحديد ومعالجة القضايا الجوهرية، حتى تتمكن المؤسسات الليبية الوطنية خاصة المنتخبة منها من الاضطلاع بمسئولياتها وفقًا للاتفاق السياسي.
العلاقات المصرية ـ الليبية
وتعد العلاقات المصرية الليبية نموذجا يحتذى به للعلاقات الموغلة في القدم بين دول الجوار على كافة الأصعدة والمستويات الرسمية والشعبية، وفى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ساعدت على حركة السكان والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين، مما يؤكد المصير الواحد والمشترك لهما.
كما تحرص مصر على التشاور والتنسيق السياسي مع الجماهيرية الليبية من أجل بلورة رؤى مشتركة وفعالة دوليا وإقليميا، حيث إن مصر وليبيا تجمعهما تقاطعات عديدة عربية وأفريقية ومتوسطية خاصة أن علاقات التعاون الثنائي بين البلدين حققت تقدما ملحوظا في العديد من المجالات المهمة.وعقب الثورة اللیبیة في ١٧ فبرایر ٢٠١١ وسقوط نظام القذافي، مرت ليبيا بمرحلة انتقالية صعبة محفوفة بمخاطر جمة على رأسها التحدي الأمني واستعادة الدولة سيطرتها الكاملة على ترابها ومؤسساتها ومقدراتها الاقتصادية.
العمق الإستراتيجي
ومن جانبها أولت مصر اهتمامًا بجارتها الغربية التي تشاركها في المصير والحلم وتعطيها أولوية قصوى لاشتراكها معها في حدود تمتد لأكثر من 1200 كيلو فهي تمثل عمقًا إستراتيجيًا لها، وترى مصر أن استقرارها لا يتحقق إلا باستقرار ليبيا خاصة في ظل تدهور الوضع الأمني الليبي الذي أدى لتهريب أسلحة كثيرة من شرق ليبيا إلى الصحراء الغربية في مصر.
دول الجوار
لذا فمصر تسعى إلى التواصل مع دول الجوار خاصة الجزائر وتونس للعمل على استعادة الأمن والاستقرار في لیبیا بعد وذلك للتواصل والتنسيق بشأن الأزمة الليبية ومواجهة قوى العنف والتطرف والإرهاب في ليبيا، والحيلولة دون انزلاق البلاد إلى منعطف الفوضى والدمار والحفاظ على وحدة الأراضي اللیبیة وصون مقدراتها والاحترام التام لإرادة الشعب الليبى ولحقه في تقرير مستقبله بنفسه، محاولة التقريب بين وجهات النظر للأطراف المختلفة، وتعزيز مسار التحول الديمقراطي والاتفاق على شكل العملية السياسية والدولة ودعم الهیئات والمؤسسات الشرعیة اللیبیة، وفي مقدمتها البرلمان اللیبي والجیش الوطني ومساندة جهود مبعوث الأمم المتحدة بهدف تنفیذ مبادرة دول جوار لیبیا، ومنها المبادرة التشادیة والشروع في تنفیذ خطط التنمیة وفقًا لتطلعات الشعب اللیبي.
التوافق السياسي
كما تستضيف على أرضها سلسلة من الاجتماعات تهدف إلى دخول الليبيين في مرحلة جديدة من الوئام السياسي بين أبناء الوطن الواحد، حيث استضافت القاهرة عدة اجتماعات ضمت عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي والسيد فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية وعددًا من أعضاء المجلس الرئاسي وذلك لإفساح المجال نحو تقريب وجهات النظر عبر حوار ليبي لإيجاد الحلول المناسبة حفاظًا على مصالح الشعب الليبي وإزكاءً لدور مؤسسات الدولة الليبية واضطلاع كل منها بكامل مسئولياتها للحفاظ على مقدرات الشعب الليبي وتمتع كافة أطيافه بحقوقهم بشكل متساو.