سوريا على حافة الهاوية.. توقعات بالتقسيم إلى 4 أجزاء.. روسيا وتركيا تستعدان للسيناريو الجديد.. المعارضة تعتبره فرصة ذهبية.. والجماعات الكردية تعلن الحكم الذاتي
يبدو أن واقع الدول العربية التي تشهد اضطرابات متتالية خاصة " سوريا" بات ترجمة عملية لعبارة " الفوضى الخلاقة" تلك التي أطلقتها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية بإدارة بوش الابن عام 2005 خلال حوار لجريدة واشنطن بوست، والذي كشفت خلاله عن نوايا الولايات المتحدة لإعادة تشكيل المنطقة العربية فيما عرف بـ"الشرق الأوسط الجديد "، تحت مزاعم الديمقراطية.
فبعد 6 سنوات تقريبًا من بداية الثورة والصراع الدامي والفوضى، أصبح تقسيم سوريا وشيكًا لدرجة توقع المراقبون بها أن يكون بحلول نهاية العام الجاري.
أربعة أجزاء
ورأى موقع "ذا كونفيرزاشن" الأمريكي، في تقرير له، أن الرئيس السوري "بشار الأسد" سيعارض التقسيم، وربما تقاوم حليفته إيران هذا أيضًا، وبطبيعة الحال لن تعترف الولايات المتحدة حتى بمجرد الاحتمال.
وبحسب الموقع، فإنه مع سيطرة قوات "الأسد" مرة أخرى على محافظة "حلب"، فإن تركيا وروسيا مستعدتان لتقسيم سوريا كحل قصير المدى، لافتًا إلى تقبل المعارضة السورية والعديد من المتمردين لهذا الحل، فضلا عن اختيار الجماعات السياسية والعسكرية الكردية لإعلان الحكم الذاتي.
وأكد الموقع، أنه إذا استمر الوضع بتلك الطريقة، سوف نجد سوريا مقسمة إلى أربعة أجزاء بحلول نهاية عام 2017.
دعم الأسد
وفي السياق ذاته، أوضح الموقع أن نظام "الأسد" المدعوم من روسيا وإيران سيسيطر على الجزء الجنوبي والغربي لسوريا، لتكون هناك منطقة للمتمردين المدعومين من تركيا "منطقة آمنة"، في شمال سوريا، فيما تسيطر المعارضة السورية على محافظة إدلب وربما بعض المناطق شمال غرب البلاد، أما الأكراد فيعلنون شكلا من أشكال الحكم الذاتي في شمال شرق سوريا.
الاتفاق
وأوضح الموقع، أن معالم هذا التقسيم كانت واضحة منذ فترة، ولكن التحدي الذي كان يقف أمامه كان "محافظة حلب"، فبدون إعادة السيطرة على حلب، لن يأمل نظام الأسد في أي انتعاش اقتصادي في المناطق التي يسيطر عليها، لأن "حلب" كانت محاطة بأراض تسيطر عليها المعارضة.
نقطة التحول
نوه الموقع إلى أن نقطة التحول كانت في أغسطس 2016 عندما بدأت تركيا وروسيا التصالح بعد إسقاط الأولى مقاتلة للثانية على الحدود السورية التركية في نوفمبر 2015، ولكنهما وجدا أن هناك مزايا ليس فقط في مصالحتهما، ولكن أيضًا في الاتفاق على ما مجالات نفوذهما في سوريا، وسرعان ما نُفذ الاتفاق وقبلت أنقرة سقوط "حلب" في يد الأسد لتقبل موسكو التدخل العسكري التركي إلى جانب المتمردين في شمال سوريا، والآن تحاول الدولتين الترتيب لمحادثات سياسية بين النظام السوري والمعارضة في كازاخستان، الشهر الجاري.
العقبات
وفقًا للموقع، فإن أكبر تحد يتمثل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق، ومع سيطرة "الأسد" بالفعل على عدد من الأحياء لا تزال منطقتان رئيسيتان في قبضة المعارضة وهما "وادي بردي" وشرق الغوطة والدوما التي يتمركز فيها ما يسمى " جيش الإسلام".
وتعتبر الحركة الكردية السورية عقبة أخرى، إذ يرغب حزب الاتحاد الديموقراطي في توحيد منطقة في شمال شرق البلاد كإقليم كردي في الشمال الغربي، فيما ترغب تركيا في دفع منطقة النفوذ الكردية.